أخــبـــــار

موقع عبري يكشف تفاصيل خطة الجيش الإسرائيلي للتوغل داخل قطاع غزة

كشف موقع “والا” العبري صباح اليوم الأحد، 20 أبريل 2025، أن الجيش الإسرائيلي يجهّز نفسه لتنفيذ توغل بري كبير وواسع في قطاع غزة، في إطار استراتيجية محدثة تهدف إلى تفكيك قدرة حركة “حماس” على السيطرة على القطاع. وتشمل هذه الخطة توسيع العمليات البرية، وتقطيع أوصال مدينة غزة، بالتوازي مع مواصلة الضغط على قيادة الحركة عبر ملف تبادل الأسرى.

وفي ظل تصاعد الجدل الإسرائيلي الداخلي بشأن استمرار الحرب، ألقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء السبت خطابًا مسجلًا، أكد فيه موقفه الرافض لأي وقف لإطلاق النار أو إبرام صفقة تبادل في الظروف الحالية، وشدد على أن الحكومة لن تنسحب دون تحقيق “حسم عسكري شامل”.

وذكر الموقع أن الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ عمليات مكثفة برًا وجوًا وبحرًا في مناطق شمال وجنوب ووسط غزة، موضحًا أن الخطة الجديدة تستهدف تقسيم المدينة إلى قسمين، ما قد يؤدي إلى فقدان حماس السيطرة على أكثر من 50% من الأرض الخاضعة لها.

وأوضح التقرير أن الجيش نفّذ نحو 1300 غارة جوية منذ استئناف الحرب، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل أكثر من 400 عنصر من فصائل المقاومة، من بينهم قادة ميدانيون ومواقع استراتيجية. كما أكد أن القوات الإسرائيلية سيطرت على مناطق كبرى، منها محور موراغ، وأجزاء من رفح، وحيي الدرج والتفاح في غزة.

ونقل الموقع عن مصدر أمني أن الجيش يستخدم الضغط العسكري كأداة لدفع “حماس” إلى العودة للمفاوضات بشأن إطلاق الأسرى، وأكد أن القوات تنسّق بدقة مع مديرية شؤون الأسرى والمفقودين لتجنب تنفيذ عمليات في مناطق يُعتقد أن الأسرى الإسرائيليين يُحتجزون فيها.

وأشار التقرير إلى أن الجيش يستخدم معدات هندسية ثقيلة لتنفيذ عمليات تدمير منهجي للبنية التحتية، بما يشمل أحياء كاملة ومنشآت تحت الأرض. وأكد أن القوات تنفذ الهجمات بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، في إطار دعم ناري مباشر للقوات البرية.

ووفقًا للموقع، فإن الجيش يعتزم توسيع التجنيد في صفوف قوات الاحتياط وسحب وحدات من جبهات الشمال والضفة الغربية، استعدادًا للتوغل الجديد، مع الاعتماد على شركات أميركية لتوزيع المساعدات الإنسانية في محاولة لتقليص دور “حماس” الإداري والخدماتي.

في المقابل، أفاد التقرير بأن قيادة “حماس” فوجئت بتجدد العمليات العسكرية بعد انهيار الهدنة، وبدأت تعتمد على استراتيجية الاستنزاف التي تشمل زرع العبوات الناسفة، وعمليات القنص، وإطلاق الصواريخ، مع تجنّب المواجهة المباشرة، والتركيز على الرصد الميداني واستغلال الثغرات في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وبيّن التقرير أن حماس حافظت على قوتها القتالية التي تُقدّر بنحو 20 ألف عنصر، معظمهم لا يملكون خبرات قتالية كافية، وتسعى الحركة حاليًا إلى إعادة ترميم قدراتها، وتجنيد مقاتلين جدد، وتنفيذ عمليات نوعية وفق فرص ميدانية سانحة.

وأكد التقرير أن مقاتلي “حماس” لا يشنّون هجماتهم إلا عند توافر فرصة لتحقيق نتائج واضحة، وغالبًا ما يعتمدون على صواريخ موجهة، قنص دقيق، وعبوات ناسفة، بينما نادرًا ما تتمكن القوات الإسرائيلية من رصدهم ميدانيًا بسبب اعتمادهم على الكرّ والفرّ والاختفاء الفوري بعد تنفيذ العمليات.

وأشار التقرير إلى أن “حماس” تسعى لخلق صورة ميدانية توحي بعدم وجودها بشكل دائم، لكنها تعود للهجوم عند توفر الفرصة، بينما يراقب عناصرها تحركات الجيش، ويجمعون معلومات استخباراتية، ويحللون أنماط التحرك، ويخططون لهجمات خاطفة من مسافات آمنة.

واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن إسرائيل لا تتوقع من هذه العملية القضاء النهائي على حماس، بل تستخدمها كورقة ضغط لفرض صفقة تشمل إطلاق 10 أسرى أحياء و15 جثمانًا، أو لتمهيد الطريق أمام هجوم شامل يفرض السيطرة الميدانية على القطاع بالكامل، مع توزيع المساعدات الإنسانية بعيدًا عن إدارة حماس.

وبحسب تحليلات إسرائيلية، فإن التصور المطروح بعد خطاب نتنياهو يتمثل في فرض احتلال مباشر للقطاع، مع استخدام شركة أميركية لتوزيع المساعدات، وخنق قدرات حماس الإدارية والمدنية، في سياق ما وصفوه بـ”مرحلة الحسم النهائي”.

زر الذهاب إلى الأعلى