“حشد”: أطفال غزة الأكثر تضررا من جريمة الإبادة والعدوان الإسرائيلي
غزة – المواطن
في اليوم العالمي للأطفال الهيئة الدولية حشد أطفال غزة الاكثر تضررا من جريمة الإبادة والعدوان الإسرائيلي
بيان صحافي
“في اليوم العالمي للأطفال”
يتزامن دخول العدوان العسكري الاسرائيلي يومه ال 411 على التوالي مع يوم الطفل العالمي الذي يحل في 20 نوفمبر / تشرين الثاني من كل عام وسط واقع كارثي وجرائم وانتهاكات إسرائيلية جسيمة تستهدف الطفولة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة.
ويأتي هذا اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يحتفل به العالم بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها في وقت تتعاظم فيه المآسي في قطاع غزة جراء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجريمة الأخطر الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال والتي مست البشر والحجر والشجر، وتحوّل فيها الأطفال الفلسطينيون إلى أهداف مستباحة من الاحتلال الإسرائيلي.
ويأتي هذا اليوم، في وقت يدفع فيه الأطفال الفلسطينيون في غزة فاتورة باهظة للعدوان الإسرائيلي على مرأى العالم بأسره الذي لا يزال عاجزًا على وقف هذه الإبادة التي راح ضحيتها نحو (43,972) شهيد ممن وصلوا المستشفيات منهم (17,029) من الأطفال الذين تعرضت اجسادهم الصغيرة لمختلف الاسلحة من صواريخ، والقنابل، وابشع صور القتل، والدمار، خرجت فيها اجساد الاطفال مقطعة وأشلاء من بين الركام، ومن ينجو منهم يفقد اطراف من جسده او فقد ذويه أو منزله أو مدرسته ويعيش كوابيس الرعب وظروف نفسية مروعة.
ولليوم 410 على التوالي لا يزال الاحتلال الاسرائيلي يرتكب انتهاكات جسيمة متعددة تجاه الأطفال، شملت القتل، والتشويه، والاعتقال والإخفاء القسري، وحرمانهم من حقهم في الحياة، والصحة، والتعليم والغداء من خلال تدمير المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وتعريضهم للاستهداف بشكل مباشر خلال العدوان الإسرائيلي المستمر بحق المدنيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي2023.
ويشكل الأطفال في قطاع غزة ما نسبته 47% من إجمالي السكان، وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. ومن المتوقع أن يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة نهاية العام 2024 في دولة فلسطين (2,432,534) طفل بواقع (1,364,548) طفلاً في الضفة الغربية، و(1,067,986) طفلاً في قطاع غزة، في حين قدر عدد الاطفال دون سن 18 سنة في قطاع غزة بـ (544,776) طفلاً ذكراً، و(523,210) طفلة إناث، منهم حوالي 15% دون سن الخامسة (341,790 طفلاً وطفلة)، وذلك وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
منذ السابع من اكتوبر وصلت نسبة الاطفال الشهداء الى (47%) من مجمل الشهداء والمصابين والمفقودين، حيث يعاني الاف الاطفال من اصابات حرجة حيث تعرض (6.168) لعمليات بتر أطراف، والمئات لحروق شديدة في مختلف أنحاء أجسادهم، فيما تقطّعت أجزاء من أجساد آخرين إثر إصابتهم بالصواريخ الإسرائيلية وأصبحوا فاقدين لبعض أو جميع أطرافهم، فيما تشير التقديرات ان نحو (35,055) طفلا فلسطيني في غزة أصبحوا أيتاماً بعد أن فقدوا كلا الوالدين أو أحدهما
فيما لا يزال أطفال غزة يواجهون خطر الموت جوعاً وعطشاً، لا سيما في مناطق مدينة غزة وشمالها حيث تنعدم فرص الحصول على وجبة طعام واحدة يومياً، فوفق تحديث المكتب الإعلامي الحكومي هناك (41) طفلاً استشهدوا نتيجة المجاعة وسوء التغذية والجفاف. ووفقًا لفحوصات التغذية التي أجرتها يونيسف هناك ارتفاع حاد في معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في شمال غزة، حيث وصلت إلى (%31) بين الأطفال دون سن الثانية. كما زاد معدل الهزال الشديد، الذي يعد أكثر أشكال سوء التغذية تهديداً للحياة ويستلزم التغذية العلاجية والعلاج الذي لا يتوفر في غزة، إلى (%4.5) بين الأطفال في مراكز الإيواء والمراكز الصحية في شمال غزة، وسجل أربعة أضعاف ما كان عليه في رفح حيث ارتفع من (%1 إلى %4) ووجد في خانيونس أن (28%) من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد، بمن فيهم (10%) يعانون من الهزال الشديد.
ويواجه الأطفال أيضاً خطراً محدقاً من جراء تعرّضهم للأوبئة والأمراض السارية الناتجة عن عدم توفر مياه صالحة للشرب، حيث بات الحصول على كميات كافية من المياه النظيفة مسألة حياة أو موت والذي بدوره سيؤدي إلى وفاة المزيد من الأطفال بسبب الأمراض والأوبئة، عدا عن استخدام أساليب غير آمنة وغير صحية لإشعال النار بهدف الطهي، بالإضافة إلى انعدام النظافة الشخصية، والرعاية الصحية في مراكز الإيواء شديدة الاكتظاظ.
وعلى الصعيد النفسي، ومع استمرار الحرب للشهر 14 على التوالي، ومع التعرض المباشر لمشاهد الموت والقتل وغيرها، فإنّ الأطفال في غزة يتعرضون وبشكل يومي لصدمات نفسية سيترك آثاراً نفسية صعبة لتستمر معهم طوال حياتهم. ومن هؤلاء الأطفال الذين يشكلون نصف المجتمع من سكان القطاع، من يعاني أصلاً من أزمات صحية ونفسية خطيرة منذ سنوات طويلة مثقلة بالحروب والفقر والحصار المتواصل.
ومع انقطاع التعليم في المراحل الدراسية كافة، يواجه أطفال غزة مستقبلاً مجهولاً، حيث تحولت المدارس في مختلف أنحاء قطاع غزة إلى مراكز إيواء عدا عن تدميرها وتضررها، حيث دمر الاحتلال (128) مدرسة وجامعة بشكل كلي فيما دمر (339) اخري بشكل جزئي، وحُرم نتيجة لذلك (785,000) طالب وطالبة في قطاع غزة من حقهم بالتعليم المدرسي والجامعي، لتُضاف إلى الجرائم الإسرائيلية بحقهم في محاولة تدمير مستقبل أجيال كاملة في قطاع غزة.
كما لم يسلم الأطفال الخدج وحديثو الولادة في قطاع غزة من جرائم الاحتلال ووفق المعطيات الصادرة عن اليونيسف هناك نحو أكثر من (180) حالة ولادة يوميا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وحسب المكتب الإعلامي الحكومي هناك نحو (60,000) امرأة حامل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية والجفاف، لذا فمن المحتمل أن كثيرا من أطفالهنّ ستتم ولادتهم ناقصي الوزن، إضافة إلى عدم تلقي الكثير منهم للتطعيمات الصحية بسبب عدم توفرها مما يعني ظهور أمراض بين الأطفال كالحصبة وشلل الأطفال وغيرها.
هذا ويذكر ان قوات الإسرائيلية والمستوطنون قتلوا 171 طفلا فلسطينيا في الضفة منذ 7 أكتوبر 2023 من أصل 765 شهيد في الضفة الغربية.
ورغم إن القانون الدولي الإنساني قد وفر حماية عامة للأطفال كونهم أشخاصاً غير مشاركين في الأعمال العدائية كما يوفر لهم حماية خاصة كونهم يقعون ضمن فئة الأشخاص الأكثر ضعفاً في الحروب والنزاعات المسلحة. وبما أن الأطفال يتمتعون بالحماية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة فإنهم يستفيدون من جميع الأحكام الخاصة بمعاملة الأشخاص المحميين وبموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، والتي تعد ملزمة للدول التي اعترفت بها ومنها إسرائيل وبروتوكولها الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة عام 2000، على وجه التحديد، وباعتبار إسرائيل موقعة على الاتفاقية منذ عام 1991، فإنها ملزمة قانونيًا وأمام المجتمع الدولي بتنفيذ بنودها كافة، وعلى رأسها اتخاذ جميع التدابير الممكنة عمليًّا لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بالنزاعات المسلحة، والتي ينصّ عليها البند الرابع من المادة 38، كما وعليها عدم تعريض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وعدم حرمان أي طفل من حريته بصورة قانونية أو تعسّفية، وفقًا للبندين (أ) و(ب) من المادة 37.
وعليه فأننا في الهيئة الدولية (حشد) واذ نؤكد أن عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات فاعلة لوقف الجرائم بحق الفلسطينيين وخاصة الاطفال ما شجع الاحتلال على مواصلة جرائمه بما فيها جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة والتي تفتك بأرواح الاطفال والمدنيين وتحول حياتهم الى جحيم انساني فأننا نطالب بما يلي:
– الهيئة الدولية(حشد): تطالب المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل والفاعل لوقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الطفل الفلسطيني، واجبارها على احترام قواعد القانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، و اتفاقية حقوق الطفل.
– الهيئة الدولية(حشد): تطالب مؤسسات المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية الدولية لأطفال فلسطين ، ومواصلة الضغط على قوات الاحتلال الاسرائيلي لوقف حرب الإبادة الجماعية والجرائم الموجه ضد أطفال قطاع غزة وتعزيز التدخل الانساني بما يضمن تدفق المساعدات الإنسانية اللازمة للاستجابة للاحتياجات الإنسانية للأطفال والمدنيين.
– الهيئة الدولية(حشد): تدعو المجتمع الدولي واحرار العالم للتحرك الجاد لمحاسبة قادة وجنود الاحتلال الإسرائيلي علي الجرائم والمجازر المرتكبة بحق الاطفال امام القضاء الدولي.
– الهيئة الدولية(حشد): تطالب المنظمات الدولية ودول العالم لضمان اغاثة الاطفال وذويهم ومنع المجاعة، وتسهيل اجلاء الاطفال المصابين والمرضي للعلاج في المستشفيات خارج القطاع وتوفير الخدمات الصحية والإنسانية لحماية الاطفال وضمان تمتعهم بالحد الأدنى من سبل العيش اللائق.