أخــبـــــارعربي ودولي

“منظومة دفاعية”: إسرائيل تسعى لتشكيل واقع جديد في جنوب سوريا

أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025، بأن إسرائيل تهدف إلى إنشاء “منظومة دفاعية” في ثلاث مناطق جغرافية مختلفة في جنوب سوريا، ضمن خطة لتشكيل واقع جديد في المناطق المحتلة.

جاء هذا الإعلان على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يسرائيل كاتس، حيث أكدوا أن إسرائيل ستمنع أي قوات تابعة للإدارة السورية الجديدة من التواجد في هذه المناطق، التي كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ سقوط نظام الأسد.

كما ذكروا أنهم سيمنعون وجود “مسلحين جهاديين سنّة” في هذه المناطق، بزعم أن هناك العديد من المواقع العسكرية التي أخلاها الجيش السوري وتحتوي على أسلحة قد يستولي عليها المسلحون.

وتنوي إسرائيل إبقاء قواتها في المنطقة العازلة بموجب اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، التي تشمل قمة جبل الشيخ، والتي احتلتها إسرائيل مؤخرًا. وتبرر إسرائيل احتلالها لهذه المنطقة بأنها تتيح مراقبة الأحداث في منطقة دمشق والبقاع اللبناني.

كما تشمل المنطقة العازلة مساحة تمتد من قمة جبل الشيخ إلى مثلث الحدود بين سوريا والأردن وإسرائيل في جنوب بحيرة طبرية.

أما المنطقة الثانية، والتي تطلق عليها إسرائيل اسم “منطقة الأمن”، فتضم عدداً كبيراً من القرى السورية، ويتوغل فيها الجيش الإسرائيلي بشكل دائم تحت ادعاء “الضرورات العملياتية” لمنع المسلحين من الاقتراب من المنطقة العازلة وهضبة الجولان المحتلة. وتعتبر إسرائيل أن هذه المنطقة توفر لها إمكانيات المراقبة وإطلاق النار لمسافات طويلة.

المنطقة الثالثة، والتي تسمى “منطقة التأثير”، تمتد حتى شارع دمشق-السويداء ويصل عرضها إلى 65 كم.

وتعتبر إسرائيل أن هذه المنطقة، التي أصبحت بمثابة منطقة حكم ذاتي خلال الحرب الأهلية السورية، ينبغي أن تبقى تحت سيطرتها أو تأثيرها حتى بعد استقرار الأوضاع في سوريا.

وتتطلع إسرائيل إلى الحفاظ على الوضع في المنطقة الدرزية، حيث تعتبر سكانها طرفًا يجب الالتزام تجاهه، بما في ذلك حمايتهم وتوفير احتياجاتهم الحيوية، استنادًا إلى التزامها تجاه الطائفة الدرزية في إسرائيل.

وأعلنت إسرائيل عن نيتها السماح لمواطنين سوريين من هذه المنطقة بالعمل في الجولان المحتل، بالإضافة إلى السماح قريبًا لعمال دروز سوريين بالعمل في المستوطنات في الجولان.

وفي الوقت نفسه، تجري إسرائيل محادثات مستمرة مع روسيا حول الوضع في سوريا، خاصة بعد أن أبدت روسيا قلقها من المعارك الدائرة بين النظام السوري والعلويين، الذين يلوذون بالقاعدة العسكرية الروسية.

كما تسعى إسرائيل إلى التأثير على الرئيس الأمريكي ترامب ليبقي القوات الأمريكية في سوريا، حيث تخشى من أن يؤدي انسحابها إلى تمكين تركيا من توسيع نفوذها في منطقة شرق الفرات، وهي قضية نجحت إسرائيل في إقناع ترامب بها خلال ولايته الأولى.

المصدر: قناة المواطن

زر الذهاب إلى الأعلى