معاناة جديدة للغزيين .. ارتفاع أسعار الحليب وحفاظات الأطفال
غزة – المواطن
لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن ممارسة شتى أساليب التعذيب بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ضمن حرب الإبادة التي تستمر للسنة الثانية على التوالي، مستهدفة البشر والحجر والشجر دون تمييز.
وتفاقمت المعاناة، خصوصاً لدى الأطفال الرضع، الذين يُحرمون من أبسط مقومات الحياة، وعلى رأسها الحليب.
تحوّل توفير حليب الأطفال وحفاضاتهم إلى معاناة يومية وشاقة للآباء في قطاع غزة، حيث يضطرون للتنقل بين المخيمات والصيدليات بحثاً عنها.
وإن توفرت، فإن الأسعار تكون باهظة، إذ بلغ سعر علبة الحليب 60 شيكلاً، بينما وصلت تكلفة عبوة الحفاضات إلى 400 شيكل.
أسعار غير مسبوقة
يقول المواطن بهاء يحيى، إنه بات يواجه صعوبات لا توصف في عملية البحث عن الحليب، حيث تجوّل على أكثر من صيدلية منذ يومين ولم يجد الحليب المناسب لعمر ابنه.
ويضيف ب الذي رزق بمولوده قبل حوالي نصف عام في حديثه ، أن أسعار الحليب والبامبرز باتت غير مسبوقة في ظل الأوضاع المادية الصعبة.
حيث يحتاج طفله بمعدل كل ثلاثة أيام لعلبة حليب بسبب عدم قدرته على الرضاعة الطبيعية، وكذلك البامبرز والذي وصل سعر القطعة الواحدة إلى 10 شيكل.
من جانبها، تقول المواطنة أمل فتحي إنها باتت تحاول توفير بعض الأطعمة لابنها كبديل عن الحليب رغم خطورتها كونها أطعمة صلبة وصعبة الهضم.
ولكن تبقى المشكلة في قلة الأطعمة المتوفرة للأطفال بسبب المجاعة التي يتخذها الاحتلال بحق أهالي الجنوب والمحافظة الوسطى منذ ما يقارب الشهرين.
وتضيف أمل في حديثها ، أنه خلال الأشهر الماضية كانت تعتمد على بعض علب الحليب التي جرى تخزينها، ولكن استنفذت مع مضي الوقت.
وتتساءل: “ما ذنب طفلة بعمر الست شهور شهور أن تحرم من الحليب، هل هذه هي بنك أهداف الاحتلال، أم أنها حرب ممنهجة على كل ما هو فلسطيني”.
وتطالب أمل، جميع الضمائر الحية ومنظمات حقوق الأطفال بالضغط على الاحتلال، وتوفير الحليب اللازم لهم ومستلزماتهم في ظل حرب الإبادة.
6% فقط
من جانبه، يؤكد الصيدلي ماهر خليل، أن ما يدخله الاحتلال من حليب وبامبرز للأطفال لا يكفي 6٪ فقط من احتياجاتهم، وهو ما تسبب بارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ.
ويضيف خليل لمصادر صحفية ، أنه منذ حوالي شهر يحاول شراء بعض كميات من الحليب دون جدوى، وكذلك البامبرز وما يباع لديه هو عن طريق بعض المساعدات التي يلجأ الناس لبيعها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، يشير إلى أن ما تبقى لديه هي علبة “سيرلاك” واحدة فقط وعلبة حليب رقم 2، في الوقت الذي لا يتوفر أي صنف بامبرز، ضمن سياسة تجويع ممنهجة يتبعها الاحتلال على الأطفال قبل الرجال.
وضع كارثي
ووفق تقرير للأمم المتحدة، معاناة آلاف الأطفال في غزة من خطر سوء التغذية الحاد، حيث تم الكشف عن إصابة حوالي 15 ألف طفل بسوء التغذية.
منهم 3,288 طفلاً مصاباً بسوء التغذية الحاد الوخيم، وذلك بعد فحص نحو 240 ألف طفل في القطاع منذ بداية العام الحالي.
وقالت المنظمة الأممية للطفولة “يونيسيف”، إن أكثر من 50 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد.
في حين حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في القطاع بات يتجاوز الكارثي.
وفي السياق، حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”:
من أن 15 ألف امرأة حامل في قطاع غزة أصبحن على شفا المجاعة بسبب الهجمات الإسرائيلية المكثفة.
وأشارت “أونروا”، في منشور على حسابها في منصة “إكس” إلى أن هناك نحو 50 ألف امرأة حامل في غزة.
وأنه من المتوقع أن تشهد المنطقة 4 آلاف حالة ولادة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.