مصادر في حماس: محادثاتنا مع واشنطن إيجابية لكنها بحاجة إلى مزيد من الوقت

كشفت مصادر مطلعة في حركة حماس أن المحادثات التي أجرتها الحركة مع ممثلين عن الإدارة الأميركية في العاصمة القطرية الدوحة كانت إيجابية، لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من الوقت لضمان نجاحها.
وأوضحت المصادر، في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط، أن هذه اللقاءات جاءت بطلب أميركي، وشهدت نقاشات حول اتفاق هدنة طويلة الأمد وإمكانية التوصل إلى تفاهمات أوسع.
هدنة طويلة ونزع السلاح
وأشارت المصادر إلى أن قيادات حماس عرضت على المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، مقترحًا لوقف إطلاق النار يمتد لخمس سنوات على الأقل، مع إمكانية تمديده إلى عشر سنوات أو أكثر، مؤكدة أن الحركة منفتحة على هذا الخيار، الذي سبق أن طُرح في سنوات سابقة، لكن إسرائيل كانت ترفضه.
في المقابل، نفت المصادر أن تكون الحركة قد وافقت على نزع سلاحها، مؤكدة أن هذا الملف يعد “شأنًا فلسطينيًا”، وأنها لن تقبل بمناقشته إلا في إطار مسار سياسي واضح يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما فندت مزاعم إعلامية إسرائيلية بشأن موافقة حماس على التخلي عن سلاحها مقابل ضمانات دولية.
تبادل الأسرى والرهائن
وحول ملف تبادل الأسرى، أوضحت المصادر أن المحادثات ركزت بشكل رئيسي على الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين من حملة الجنسية الأميركية.
واشأرت إلى أن حماس لم تقدم معلومات حول وضعهم، لكنها أبدت استعدادها لإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من أصحاب المحكوميات العالية، إضافة إلى مئات الأسرى الآخرين من ذوي الأحكام المخففة.
وتقدر المصادر الأميركية والإسرائيلية أن رهينة أميركية واحدة فقط لا تزال على قيد الحياة، فيما يُعتقد أن أربعة آخرين قد قتلوا، لكن حماس رفضت تأكيد هذه التقديرات، مشيرة إلى أن هذا الملف يقع ضمن اختصاص جناحها العسكري، كتائب القسام.
كما أفادت المصادر بأن بعض الجزئيات التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات الأولية تراجعت عنها واشنطن لاحقًا، حيث طلبت إطلاق سراح الرهائن الأميركيين دون مقابل، وهو ما رفضته حماس، مما أدى إلى استئناف الاتصالات بين الطرفين مجددًا لمناقشة خيارات أخرى.
نحو حل شامل؟
وأكدت المصادر أن المحادثات الأخيرة ركزت على إيجاد حل شامل يشمل إنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وضمان إعادة الإعمار. وأشارت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتت أكثر انفتاحًا على هذه القضايا مقارنة بمواقفها في بداية الحوار.
كما كشفت المصادر عن طرح محتمل يشمل تبادل الأسرى على أساس “الكل مقابل الكل”، إلى جانب وقف الحرب وانسحاب إسرائيل، مؤكدة أن الولايات المتحدة قد تكون مستعدة للقبول بهذا الخيار رغم تحفظاتها المعلنة.
خرق وقف إطلاق النار
في سياق متصل، أدانت حماس استمرار إسرائيل في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنها لم تلتزم بجدول الانسحاب المتفق عليه من محور صلاح الدين (فيلادلفيا).
وأوضحت أن إسرائيل لم تبدأ تقليص وجودها العسكري في المنطقة خلال المرحلة الأولى كما كان مقررًا، ولم تلتزم بالانسحاب الكامل بحلول اليوم الخمسين للاتفاق، والذي كان من المفترض أن يتم يوم الأحد الماضي.
وأكدت حماس أن هذه الانتهاكات تمثل “محاولة مكشوفة لإفشال الاتفاق”، داعية الوسطاء والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لإجبارها على احترام تعهداتها، واستئناف المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق دون تأخير.
وتأتي هذه التطورات في وقت حاسم، حيث يترقب الجميع ما إذا كانت المحادثات ستفضي إلى اتفاق شامل، أو أن الأوضاع الميدانية ستتجه نحو التصعيد مجددًا في ظل استمرار الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لاستئناف العمليات في غزة.
المصدر: قناة المواطن – صحيفة الشرق الأوسط