مركز حقوقي يحذر من أزمة تفاقم السيولة في قطاع غزة

حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الخميس 24 أبريل 2025، من تفاقم أزمة السيولة النقدية في قطاع غزة، نتيجة الإبادة الجماعية والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضح المرصد في بيان، أن سلطات الاحتلال تسعى إلى تفكيك مقومات الحياة المدنية، وعلى رأسها البنية المصرفية، عبر التدمير المتعمد للبنوك وأجهزة الصرّاف الآلي، إلى جانب فرض حصار مالي شامل ومنع إدخال السيولة النقدية إلى القطاع.
وأكد البيان أن هذه الإجراءات أجبرت معظم البنوك على إغلاق أبوابها، مما فاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية، وأدى إلى شلل شبه كامل في الخدمات المصرفية، واضطرار السكان للجوء إلى السوق السوداء للحصول على النقد مقابل عمولات باهظة.
وأشار المرصد إلى أن الأزمة طالت الموظفين وأصحاب الأعمال والأسر التي تعتمد على التحويلات المالية من الخارج، إذ لم تعد تجد وسيلة رسمية للحصول على النقد سوى عبر قنوات غير قانونية يديرها تجار وصرافون.
كما لفت إلى أن معظم سكان القطاع فقدوا مصادر دخلهم نتيجة القتل الجماعي، والتدمير الشامل، والإصابات التي طالت أرباب الأسر، بينما يعجز من تبقى منهم عن سحب رواتبهم بسبب انهيار النظام المصرفي.
وأضاف أن هذا الوضع أدى إلى عجز السكان عن تلبية احتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء، وتسديد الإيجارات، وتحمل نفقات النزوح القسري، وسط ارتفاع حاد في الأسعار، ونقص حاد في السلع الأساسية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات لأكثر من 50 يومًا.
ورأى المرصد أن استهداف إسرائيل المباشر للقطاع المالي لا يُعد فقط تدميرًا اقتصاديًا، بل أداة ممنهجة ضمن سياسة التجويع والإهلاك الجماعي، محذرًا من أن حرمان السكان عمدًا من مواردهم المالية يمثل خرقًا صارخًا لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي، وخصوصًا العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ودعا المرصد المجتمع الدولي، خاصة الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف، إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات، وفتح تحقيقات دولية في استخدام السياسات المالية كوسيلة للإبادة الجماعية، مطالبًا بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أسفر حتى الآن عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل دعم أمريكي مطلق للعمليات العسكرية.