محامي صدام حسين يكشف سر “غرفة” كان لها دور مريب وغامض أثناء محاكمته
رام الله – المواطن
كشف عضو هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، المحامي محمد منيب، تفاصيل عما كان يجري في غرفة المداولات الملحقة بقاعة محكمة الرئيس الراحل وعن محاولات اغتيال فريق الدفاع عنه.
محاكمة صدام حسين وأسرار جديدة يكشفها محاميه
وقال المحامي المصري محمد منيب، في مقابلة مع الإعلامي سلام مسافر عبر برنامجه “قصارى القول” على قناة “روسيا اليوم”، إنّ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان مقتنعاً بأنه سيُعدم، كاشفاً ما كان يجري في الغرفة الملاصقة لمحاكمته.
وبعد مرور 17 عاماً على إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، تحدث المحامي المصري، عن المخاطر التي واجهت المحامين خلال المحاكمة، والتهديدات بالقتل والاغتيالات التي كانت تطاردهم، مشيراً إلى مقتل اثنين منهم.
وقال في المقابلة التي جاءت بمناسبة الذكرى الـ20 لغزو العراق، قال منيب: “لم أكن أدافع عن العراق وشعبه بل عن نفسي وكل عربي في المنطقة من الخليج إلى المحيط”.
وتابع: أنّ “سقوط بغداد لم يكن المقصود به العراق بل استمرار السيطرة الأمريكية وإحكام السيطرة على هذه الأمة، وعلى البشر والثورات والقرار السياسي”.
ولفت منيب إلى أن “الأمريكيين احتلوا العراق ونهبوا الثروات وقتلوا أولادها وشردوا نساءها وحاكموا وقاموا بحماية المحامين وأعدموا صدام”، كاشفاً أنه “في إحدى الزيارات سألته كيف يمكن أن تنتهي هذه المحاكمة. فأجاب: “الأمريكيون آخذين قرار بإنهاء العراق”.. هو كان نافذ البصيرة، وكان مقتنعاً بأنه سيعدم”.
واستدرك: “بالطبع صدام حسين كان دكتاتوراً وارتكب خطأ فادحاً بغزو الكويت الذي يعد خطيئة تاريخية لا تغتفر، وهذا كان كميناً حضره الأمريكيون له فوقع فيه وكان غزو العراق.. صدام ارتكب بحق شعبه جرائم سياسية كبيرة. لكن رغم ذلك كان يستحق المحاكمة، ولكن الشعب العراقي هو الوحيد الذي له الحق بمحاكمة صدام وليس الأمريكيين”.
وأشار منيب إلى أنّ “المخطط الأمريكي وضع لنفسه أدواراً معينة في المنطقة ومن بينها إسقاط بغداد والشام، ولذلك كان سقوط وإعدام صدام أمر لا مفرَّ منه”.
وكشف منيب، عما اعتبره تدخلاً في مسار المحاكمة وانتقاصاً من حقوق الدفاع، قائلاً: “لم يسمح لنا بالمرافعة النهائية، رغم أنها كانت معدّة. أيضاً، حتى تدرك طبيعة ما كنا فيه، كان هناك غرفة للقاضي، ملاصق لها بباب بينهما، غرفة لمستشارين أميركيين”.
ولفت إلى أنّ من بين الأشخاص الذين وجدوا داخل القاعة من هم ليسوا بقضاة، وروى أنّ القاضي الأخير كان يأخذ قراراً معنا في أثناء الجلسة، ثم يدخل غرفة المداولة ويلتقي المستشارين ثم يخرج ليغيّرَ قراره”.
وتابع: “اتفق معنا على موعد جلسة المرافعة الختامية، وفي نفس اليوم ذهبنا حتى يطالعنا بالحكم.. فاليوم الذي تم تحديده للإدلاء بالمرافعة هو اليوم الذي صدر فيه الحكم، المستشارون الأمريكيون هم من جعلوه يغير ذلك”.
واعتبر منيب الذي تعرّض للطرد في أثناء مجريات المحاكمة حينها بسبب انفعاله وصوته المرتفع، أنّ الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، كان يحتاج إلى شيء حتى يقدمه إلى الشعب الأمريكي قبل الانتخابات، فكان “رأس صدام أضحية العيد لنا وهدية بوش للأمريكيين حتى يعاد انتخابه”.
وأعدمت السلطات العراقية الجديدة، صدام حسين، في 30 ديسمبر/كانون الأول 2006، عشية عيد الأضحى، بعد محاكمة أثارت كثيراً من الجدل.