لماذا يتحدث الجميع الان عن معبر رفح. المفاوضات وما علاقة زيارة بلكنن
غزة – المواطن
كثرت في الأونة الأخيرة الحديث عن معبر رفح ، الطريق الفاصل بين قطاع غزة وجمهوية مصر العربية ، حيث تصاعدت الأحداث حول عدم موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي على فتح معبر رفح للسفر وأيضاً عدم خروج المرضى من القطاع نتيجة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .
معبر رفح يعد شريان حياة حيوي لسكان قطاع غزة، كونه المنفذ البري الوحيد الذي يربط القطاع بالعالم الخارجي عبر جمهورية مصر العربية. يُستخدم المعبر لتنقل الأفراد والبضائع، ويمثل نقطة تواصل حاسمة للمرضى والطلاب والمسافرين، فضلاً عن كونه بوابة لدخول المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، فإن إغلاق المعبر أو تقييد حركة المرور من خلاله غالباً ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، ما يجعل من مسألة تشغيله وإدارته قضية ذات أهمية كبيرة على المستويين السياسي والإنساني.
ما علاقة زيارة بلينكن بمعبر رفح
زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة غالباً ما تتعلق بقضايا الأمن والسلام في الشرق الأوسط، ومن ضمنها الوضع في قطاع غزة. معبر رفح، كمنفذ رئيسي لغزة، يكون عادةً موضوعًا مهمًا في هذه الزيارات، خاصة في ظل التوترات أو الصراعات المتصاعدة.
من المحتمل أن تتناول زيارة بلينكن سبل تسهيل مرور المساعدات الإنسانية، وضمان استمرار فتح المعبر لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة. كذلك، قد يبحث بلينكن مع المسؤولين المصريين والإسرائيليين سبل التوصل إلى تهدئة أو وقف لإطلاق النار، حيث يلعب معبر رفح دوراً رئيسياً في تنفيذ أي اتفاقات تتعلق بتخفيف الحصار عن غزة.
مطالب إسرائيل لفتح معبر رفح
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت استعداد إسرائيل لفتح معبر رفح الحدودي، بشرط عدم عودة حركة حماس إلى إدارته.
وخلال لقاء مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، شدد غالانت على أن إسرائيل لن تقبل بعودة حماس إلى المعبر، وأكد على ضرورة إيجاد حل يمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، كشرط لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جزء من محور فيلادلفيا والتقدم في المفاوضات.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مع ماكغورك لمناقشة المفاوضات، التزامه بالصفقة “طالما تم الحفاظ على الخطوط الحمراء الإسرائيلية”.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، انطلقت الأربعاء مفاوضات حول صفقة الرهائن والهدنة في غزة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة وفود من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الوفد الإسرائيلي يضم رئيس الموساد ديفيد بارنيا، ورئيس الشاباك رونين بار، والمكلف بقضية الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.
معبر… له تاريخ
شكلت المعارك العربية الإسرائيلية والتحولات السياسية تاريخ معبر رفح. بعد انتهاء حرب فلسطين الأولى عام 1948، ألغيت الحدود بين مصر وغزة، وأصبحت المنطقة تحت السيطرة المصرية. ومع ذلك، احتلت إسرائيل المنطقة مع شبه جزيرة سيناء في عام 1967، وحاولت تهجير سكان القطاع وتوطينهم في سيناء، لكن هذه المحاولات لم تحقق نجاحًا كبيرًا.
بعد توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء في عام 1982، أُعيد بناء “معبر رفح البري” رسميًا. ثم بموجب “اتفاقية أوسلو” عام 1993، تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر للأفراد والبضائع. وظل الجانب الفلسطيني تحت سيطرة هيئة المطارات الإسرائيلية حتى نوفمبر 2005، عندما قررت إسرائيل “إعادة الانتشار” والانسحاب من القطاع وإغلاق مستوطناتها فيه. وجرى الاتفاق على نشر مراقبين أوروبيين لمراقبة حركة المعبر بالتعاون مع مصر. نصت اتفاقية المعابر الموقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عام 2005 على أن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية-الإسرائيلية تحت إشراف أوروبي، لضمان حق الفلسطينيين في العبور والتجارة، مع الحفاظ على الأمن الإسرائيلي.
معبر رفح وفقًا للاتفاقية، يقتصر استخدام المعبر على حاملي بطاقة الهوية الفلسطينية، مع استثناءات لبعض الفئات بإشعار مسبق للحكومة الإسرائيلية وموافقة السلطة الفلسطينية. تم تحويل حركة البضائع إلى معبر كرم أبو سالم. وتُبلغ السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بعبور أشخاص من شرائح معينة، مثل الدبلوماسيين والمستثمرين الأجانب، قبل 48 ساعة، وترد الحكومة الإسرائيلية خلال 24 ساعة إذا كانت لديها اعتراضات.
في 27 نوفمبر 2005، بدأ العمل باتفاقية المعابر، وفتح المعبر جزئيًا لمدة 4 إلى 5 ساعات يوميًا لمدة 3 أسابيع، بحجة عدم اكتمال فريق بعثة المساعدة الحدودية للاتحاد الأوروبي. وفي ديسمبر 2005، زيدت ساعات العمل إلى 8 ساعات يوميًا. ولكن المواجهات العسكرية أدت إلى إغلاق المعبر مرة أخرى. وفي 25 يونيو 2006، صعّدت إسرائيل حصارها على غزة بعد أسر الجندي جلعاد شاليط من قبل ثلاث مجموعات فلسطينية مسلحة عند معبر كرم أبو سالم، وكان إغلاق الجانب الفلسطيني من معبر رفح جزءًا من الردود والضغوط الإسرائيلية لإطلاق سراح الجندي الأسير.