كيف سيؤثر انسحاب جدعون ساعر على الحكومة الإسرائيلية ؟
القدس المحتلة – المواطن
أعلن الوزير في حكومة نتنياهو جدعون ساعر استقالته من حكومة نتنياهو مساء أمس الإثنين في مؤتمر صحافي.
كيف سيؤثر انسحاب ساعر؟
ويقول المحلل السياسي صالح لطفي إن انسحاب جدعون ساعر من حكومة نتنياهو جاء على خلفيتين، الأولى التجنيد الإلزامي للحريديم، والخلفية الثانية موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مقترح وقف إطلاق النار الذي جرى التصويت عليه اليوم في مجلس الأمن.
ويضيف، “الاستقالة جاءت على خلفية التجنيد الإلزامي، الحديث يدور حول الحريديم وخضوعهم للخدمة العسكرية، ساعر وغيره من التيار اليهودي النامي قال إنه إذا تم تمرير هذا القانون سيتم فك حكومة الطوارئ لصالح العمل على انتخابات جديدة، لذلك نحن أمام أكبر شق يحدث في تاريخ هذه الحكومة”.
ويتابع، “إذا تم تمرير هذا القانون خلال الأسبوع الجاري في الكنيست، تهديدات غانتس بالانسحاب من حكومة الطوارئ ستنفذ أيضًا”.
ويردف، “السبب الآخر للاستقالة يتعلق بالحالة الدولية لإسرائيل، والقرار الذي صدر اليوم بمجلس الأمن بوقف إطلاق النار بشكل فوري، بشكل أو بآخر هذا القرار يصب في سياق الضغط على هذه الحكومة التي ترفض التعاطي بأي شكل مع وقف إطلاق النار في غزة”.
ويقول لطفي إن انسحاب ساعر من حكومة الحرب الإسرائيلية، سيؤثر على الإجماع الوطني القومي الإسرائيلي على هذه الحرب، مضيفًا، “حتى الآن يوجد إجماع على هذه الحرب، وانسحاب ساعر، وربما انسحاب غانتس في الأيام المقبلة سيسحب هذا الإجماع.
نتنياهو انتقم من ساعر..
ويقول الخبير بالشأن السياسي أليف صباغ : “ساعر هدد منذ فترة بأنه إن لم يتم إدخاله إلى حكومة الحرب فإنه سيستقيل من حكومة نتنياهو، هو انشق عن غانتس باعتبار أن يكون عضوًا في كابينيت الحرب، وإذا لم يتم إدخاله فإنه سيستقيل”.
ويتابع، “عدم إدخال ساعر لحكومة الحرب أمر متوقع، ساعر كان لفترة طويلة داخل الليكود هو الخصم الرئيسي لنتنياهو، وانشق عن الليكود لهذا السبب، إدخال ساعر لحكومة الحرب سيعطيه تأييد شعبي، ونتنياهو لا يريد ذلك”.
ويردف، “نتنياهو يريد التخلص من ساعر نهائيًا، غانتس أنقذ ساعر، لكن اليوم جاءت الفرصة لنتنياهو ليتخلص من ساعر وينتقم منه”.
ويضيف، لو أراد نتنياهو أن يدخل ساعر لحكومة الحرب لفعل ذلك خلال الأسبوعين الماضيين، بعد أن انشق عن غانتس، لكن نتنياهو بطبيعته منذ دخوله الحياة السياسية وحتى اليوم هو يقصي كل من يهدد مكانته وقيادته في الحياة السياسية”.
ووفق صحيفة “يسرائيل هيوم، انتقد ساعر سير الحرب، مدعياً أن الوضع في حالة من الفوضى، كما انتقد سلوك الحكومة الإسرائيلي على الصعيد الدولي.
وأضاف ساعر، “إن ما حصل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وضع دولة إسرائيل في لحظة مصيرية، لقد دفعني الحزن الذي مررنا به جميعاً أنا وأصدقائي إلى ترك المنافسات السياسية والانضمام إلى حكومة بنيامين نتنياهو على الرغم من الخلافات”.
وتابع، “في الأشهر الأخيرة أرى بألم كيف أن إدارة الحرب لا تدفعنا نحو أهدافها، لقد رأيت وحذرت، وهذا له أيضاً آثار على إطالة أمد التهديد في الشمال ومعاناة آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم”.
وأردف، “لقد أدت الحرب أيضًا إلى تفاقم وضعنا على الساحة الدولية، لم تكن هناك خطة فعالة لهذا الصراع، وفي اجتماعات مجلس الوزراء الأمني كررت ذلك مرارًا وتكرارًا”.