أخــبـــــار

قيادي بحماس يتحدث عن اتفاق الحركة بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة

 

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد نزال، في مقابلة مع “العربي الجديد”، التزام الحركة الكامل باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأوضح أن المناورات السياسية التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا تعني بالضرورة انهيار الاتفاق، بل هي محاولة لتغيير قواعد اللعبة، وهو ما تدركه حماس جيدًا وتتفاعل معه بمرونة وإيجابية، بشرط أن يتم تنفيذ الاتفاق وفق أسسه الرئيسية، والتي تشمل: وقف العدوان بشكل نهائي، انسحاب الاحتلال من قطاع غزة، إتمام صفقة تبادل الأسرى، وإعادة إعمار القطاع. كما شدد نزال على أن المقاومة المسلحة ستظل قائمة ما لم يتم تحقيق دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

موقف حماس من تعليق نتنياهو لتبادل الأسرى

نفى نزال مزاعم نتنياهو حول خرق حماس للاتفاق، مؤكدًا أن الحركة التزمت بشكل كامل بشروطه، وهو ما يشهد عليه الوسطاء. واتهم إسرائيل بالتراجع عن التزاماتها، مثل منع دخول الكرفانات والخيام، وتقليص كميات الوقود، بالإضافة إلى تعليق الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. كما أشار إلى أن حماس بادرت بخطوة إيجابية عبر دمج الدفعتين السابعة والثامنة من الأسرى الإسرائيليين وإطلاق سراحهم، بينما رفض نتنياهو تنفيذ التزاماته بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

الجدل حول معاملة الأسرى الإسرائيليين

رفض نزال الادعاءات بأن حماس أهانت الأسرى الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن الاتفاق لم يحدد آليات معينة لإطلاق سراحهم. وأكد أن الحركة تعامل الأسرى معاملة إنسانية وأخلاقية، وهو ما ظهر جليًا في الحالة الصحية والنفسية الجيدة لهم عند الإفراج عنهم، مقارنةً بالمعاملة السيئة التي تعرض لها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية. كما اعتبر نزال أن تقبيل أحد الأسرى الإسرائيليين لرأسي عنصرين من كتائب القسام كان تصرفًا عفويًا نابعًا من الامتنان لحسن معاملتهم، وليس تصرفًا إجباريًا أو مهينًا.

رفض اتهامات توظيف ملف الأسرى

ردًا على اتهام نتنياهو لحماس باستخدام قضية الأسرى لتحسين صورتها، شدد نزال على أن إخفاء أماكن احتجاز الأسرى الإسرائيليين كان بهدف حمايتهم من الاستهداف الإسرائيلي، في ظل سياسة “هنيبعل”، التي تتيح قتل الجنود الأسرى لمنع استرجاعهم عبر صفقات تبادل. وأكد أن معاملة المقاومة للأسرى الإسرائيليين تعكس قيم التسامح والإنسانية المستمدة من تعاليم الإسلام.

تحليل موقف نتنياهو من وقف الاتفاق

اعتبر نزال أن نتنياهو لم يكن يرغب في تنفيذ الاتفاق منذ البداية، لكنه قبله تحت ضغط إقليمي ودولي، وهو يحاول الآن التملص منه بحجج واهية. وأوضح أن الغضب الإسرائيلي يعود إلى انتصار المقاومة في معركة الرواية والصورة، حيث ظهرت المقاومة بشكل قوي ومتماسك خلال عمليات تسليم الأسرى، مما أفشل الرواية الإسرائيلية عن انهيارها.

موقف حماس من التهجير وخطط ما بعد الحرب

رفض نزال مشروع التهجير الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه رغم الحرب الشرسة التي تعرض لها. كما أشار إلى أن الموقف المصري والأردني والسعودي والإقليمي الرافض لهذا المشروع يجعل فرص نجاحه شبه معدومة.

وفيما يتعلق بمستقبل الحكم في غزة بعد الحرب، شدد نزال على أن هذا الأمر شأن فلسطيني بحت، وأن حماس مستعدة لخوض انتخابات حرة ونزيهة أو قبول تشكيل حكومة توافق وطني أو إدارة مؤقتة وفق ما تم التوافق عليه في القاهرة. أما بالنسبة إلى ملف سلاح المقاومة، فأكد نزال أن حماس لن تسلم سلاحها إلا عند قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

موقف حماس من الضغوط العربية

أكد نزال أن المقاومة الفلسطينية لن ترضخ لأي مطالب بتسليم سلاحها، مشيرًا إلى أن ما فشل الاحتلال في تحقيقه عسكريًا لن يتم فرضه سياسيًا. وشدد على أن الدول العربية تدرك أن سلاح المقاومة ليس ورقة تفاوض، بل ضمان لاستمرار النضال الفلسطيني حتى تحقيق كامل الحقوق المشروعة.

زر الذهاب إلى الأعلى