“غزة المنكوبة: حين يصبح أكل الدولفين مروعًا أكثر من القنابل” ـ فيديو
غزة – المواطن
“يبدو أن تناول لحم دولفين بات حدثًا مروعًا في عيون الإعلام العبري، بينما تغيب عن عدسته الكوارث التي يعيشها سكان غزة يوميًا من قصف وتجويع وحصار”، بهذه الكلمات علّق الصحفي والناشط الفلسطيني حافظ أبو صبرة على تناقض الرواية الإعلامية الإسرائيلية، التي أبرزت واقعة نادرة في غزة متجاهلة المآسي الأكبر.
قبل الحرب الأخيرة، كان الصيادون في غزة يعيدون الدلافين التي تعلق في شباكهم إلى البحر. لكن الجوع الناتج عن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا، دفع بعض العائلات إلى التعامل مع هذه الثروة البحرية بشكل مختلف.
بحسب تقارير إعلامية فلسطينية وإسرائيلية ووكالة “الأناضول” التركية، اضطرت عائلة فلسطينية إلى طهي دولفين جرفته المياه إلى شاطئ جنوبي القطاع، لتأمين وجبة تسد رمقهم. الصورة التي وثقت الحادثة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، وأظهرت صيادًا ممسكًا بدولفين مخطط خرج به من البحر، في مشهد أثار ردود فعل متباينة.
وتناولت وسائل إعلام عبرية، الخبر، مشيرة إلى كيفية استخدام الصياد للدلفين طعامًا. وأثار هذا التناول الإعلامي تعليقات واسعة من المدونين الإسرائيليين، الذين انتقدوا الصياد ووصفوا ما فعله بأنه غير إنساني، وذهب بعضهم إلى التساؤل عن حكم أكل لحم الدلافين وفق الشريعة الإسلامية.
في حين أن الإعلام العبري وصف الواقعة بـ”الحدث المروع”، ركز أبو صبرة في فيديو نشره على تناقض المعايير الأخلاقية لهذا الإعلام، حيث قال: “بالنسبة للإعلام العبري، اصطياد دولفين وطهيه مروع، لكن إسقاط آلاف القنابل على غزة، واستشهاد أكثر من خمسين ألف فلسطيني، 70% منهم من النساء والأطفال، ليس مروعًا. جرح مئات الآلاف، وتدمير المنازل، واستهداف المستشفيات، وقتل الصحفيين والمسعفين، كل ذلك ليس مروعًا. ولكن أن يطهو الفلسطيني دولفينًا لإطعام أبنائه، فهذا المروع بالنسبة لهم.”
https://www.instagram.com/reel/DEw3ZF8Miin/?igsh=MXE5YmJlaWQzaDlzMg==
قطاع غزة الذي يعاني من حرب دموية حصار خانق منذ سنوات، يشهد تدهورًا حادًا في الظروف الإنسانية. التحذيرات المتكررة من المنظمات الدولية بشأن تفاقم الجوع وشح المساعدات الإنسانية لم تغير من الواقع شيئًا.
تعليق أبو صبرة يلخص المفارقة بعبارة حادة: “موت الفلسطيني بكل الطرق مأساة صامتة للإعلام العبري، لكن أكله دولفينًا لإنقاذ نفسه وأطفاله يصبح كارثة كبرى.”
وجاءت الردود الفلسطينية والعربية لتوضح أن السبب الحقيقي وراء اصطياد الدلفين، هو الجوع الحاد الذي يعيشه سكان غزة.
وقالت إحدى المدونات تعليقًا على الخبر الإسرائيلي “إنهم جائعون، باختصار. لهذا أخرجوا الدلفين”. وأضاف آخر “الإعلام الإسرائيلي لا يخبركم عن سوء التغذية والجوع الذي يواجهه أطفال غزة، بل يركز على دلفين تم اصطياده”.
وكتب ناشط إسرائيلي “الإعلام الإسرائيلي يعرّي إنسانية سكان غزة بينما لا يذكر شيئًا عن الحصار الذي يقتل الأطفال هناك”، وعلق آخر “العالم يبكي على الدلفين بينما يتجاهل ملايين الأطفال الذين يعانون الجوع بسبب الحصار”.
ويأتي هذا في حين كشفت إحصاءات صادمة أن 98% من أطفال غزة يعانون من فقر الدم وسوء التغذية، وتشير تقارير حقوقية إلى استشهاد عشرات الآلاف من الأطفال جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي على القطاع.