طلاب غزة يواجهون تحديات الحرب لإتمام الثانوية العامة
غزة – المواطن
في ظل ظروف استثنائية خلفتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
يكافح طلاب الثانوية العامة “التوجيهي” من أجل مواصلة تعليمهم، رغم تدمير المدارس وتحويل بعضها إلى مراكز إيواء، وافتقارهم إلى أبسط مقومات الدراسة.
معاناة الدراسة في خيمة
من داخل خيمة صغيرة في مدينة دير البلح وسط القطاع، يحاول محمود أبو حصيرة الاستعداد لامتحان الثانوية العامة، وسط صعوبات بالغة.
يعاني محمود من الحر الشديد نهارًا، والبرد القارس ليلًا، إلى جانب انتشار الذباب وضجيج الحياة داخل الخيمة التي تأوي أسرته المكونة من ستة أفراد.
بسبب نقص الكهرباء والكتب الدراسية، يضطر محمود للاعتماد على ساعات محدودة للمذاكرة، بينما يواجه تحديات إضافية تتعلق بعدم شعوره بالأمان والاستقرار نتيجة الحرب.
التعليم وسط مراكز الإيواء
أما الطالبة آية العرقان، التي تقيم في غرفة بمدرسة تحولت إلى مركز إيواء، فلا تقل معاناتها عن محمود.
وسط انقطاع الكهرباء والإنترنت وضجيج العائلات الكبيرة، تضطر آية إلى الدراسة على ضوء الشموع.
وتعاني من غياب الكتب والمستلزمات الدراسية، بالإضافة إلى تكاليف الدروس الخصوصية والإنترنت.
ورغم إطلاق وزارة التربية والتعليم مبادرات للتعليم الإلكتروني، تجد آية صعوبة في الاستفادة منها بسبب ضعف شبكة الإنترنت ونقص الأجهزة اللازمة.
تحديات التعليم في ظل الحرب
بحسب فؤاد عطية، المشرف التربوي في غزة، فإن طلاب “التوجيهي” يواجهون تحديات غير مسبوقة، أبرزها النزوح المتكرر وغياب الاستقرار، ما أدى إلى تراجع التحصيل العلمي لدى كثيرين.
وأشار إلى أن غياب المدارس وعدم وجود تواصل مباشر بين الطلاب والمعلمين يجعل العملية التعليمية “شبه مستحيلة”.
جهود الوزارة لدعم الطلاب
أكد صادق الخضور، الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أن الوزارة تبذل جهودًا استثنائية لدعم طلاب غزة.
طورت الوزارة رُزمًا تعليمية مختصرة وأطلقت منصات تعليمية افتراضية، إلى جانب التحضير لدورات امتحانية خاصة للطلبة المتضررين من الحرب.
وأضاف أن الوزارة تدرس عدة خيارات لعقد الامتحانات، من بينها الشكل الوجاهي أو الإلكتروني، مع خطط طوارئ بديلة، مثل إنشاء بنك أسئلة يتيح للطلاب التقدم للامتحانات في أوقات مرنة.
حصيلة الدمار التعليمي
وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، حرمت الحرب نحو 39 ألف طالب من تقديم امتحان الثانوية العامة.
بينما دُمّرت 117 مدرسة وجامعة بالكامل، و332 مدرسة أخرى بشكل جزئي.
رغم كل هذه التحديات، يبقى طلاب غزة متمسكين بأمل اجتياز هذه المرحلة الصعبة، مؤكدين أن التعليم هو سلاحهم الأقوى في مواجهة آثار الحرب.