أخــبـــــارخاص المواطن

طفل يودّع الحياة في مأساة تعكس معاناة غزة: “أنا قبل الحرب ما كنت حارم أولادي من إشي”

غزة – المواطن

في مشهد مؤلم، ودّع نبيل نبهان طفله عبدالرحمن، البالغ من العمر أربع سنوات، الذي توفي متأثراً بحروق بالغة بعد سقوطه في قدر للطعام خلال تدافع أمام تكية توزع وجبات للنازحين شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. الحادثة الأليمة تعكس حجم المعاناة والكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023.

عبدالرحمن لم يكن ضحية سقوط عرضي فقط، بل كان ضحية للظروف القاسية التي أفرزتها حرب الإبادة الإسرائيلية، والتي دفعت آلاف العائلات إلى النزوح والتكدس في ظروف تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

الصحفي محمد أبو شعر، الذي وثّق اللحظة، وصف كلمات والد عبدالرحمن بأنها كانت أشبه بجمرة تحرق القلوب. بعد مقابلة مقتضبة اختنق فيها صوت الأب بالدموع، عاد ليقول للصحفي جملة لم توثقها الكاميرات: “أنا قبل الحرب ما كنت حارم أولادي من إشي”. هذه العبارة الموجعة تحمل في طياتها كل أوجاع غزة وأحلام أطفالها التي اختنقت تحت وطأة القصف والجوع والنزوح.

الحادثة التي شهدتها التكية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل ما يعيشه القطاع من ظروف مأساوية. مئات العائلات باتت تعيش على المساعدات الإغاثية، فيما الأطفال يدفعون أثمانًا لا يمكن تصورها.

قطاع غزة اليوم يشهد جرحًا عميقًا، ليس فقط في بيوته وشوارعه، بل في قلوب أهله الذين فقدوا الأمان وكل ما كانوا يملكونه. كلمات نبيل نبهان تختصر حكاية شعب بأكمله: شعب كان يأمل في حياة كريمة لأطفاله، لكنه وجد نفسه يودّعهم واحدًا تلو الآخر في ظل حرب لا ترحم.

عبدالرحمن غادر هذا العالم، لكنه ترك وراءه ألمًا عميقًا وقصة يجب أن يسمعها العالم؛ قصة طفل قضى في مأساة لم يكن ينبغي أن تحدث، لولا الجوع والحرب والتجاهل العالمي لمأساة غزة المستمرة.

بعد أن أنهى مقابلة مقتضبة قال فيها حديثاً تخنقه الدموع مشى والد الطفل عبدالرحمن نبهان خطوتين ثم عاد وقال لي جملة لم…

تم النشر بواسطة ‏‎Mohammed Abushaar‎‏ في الجمعة، ١٠ يناير ٢٠٢٥

زر الذهاب إلى الأعلى