حديث القدس..
تقطعت كافة السبل بمواطني غزة ، واغلقت الطرق في وجوههم ، وأوصدت الابواب ، فلا حل قريب يلوح في الافق ، ولا بوادر حقيقية وجدية لوقف العدوان ، ليفرض القدر عليهم حكاية النزوح اليومية ، فينتقلون اليوم من الركام والحطام إلى الخيام ، وغدا عندما تتمزق الخيام يعودون إلى الشوارع والحطام وبالكاد سيحصل جزء يسير منهم على الخيام ..
تواصل إسرائيل خنق قطاع غزة في اصعب حرب في تاريخ البشرية ، دافعة سكان القطاع إلى الرحيل من امام الركام الذي خلفه القصف والدمار والتخريب ، إلى أماكن ًمجهولة ، وسط مسير بلا عنوان ، حيث انتهت الاماكن الآمنة في غزة ، وكل ما بقي فيها عشر مساحة القطاع التي يعيش فيها ما يقرب من ٩٠ بالمئة من السكان الذين نزحوا منذ تشرين الاول الماضي ..
وحسب مصادر مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فان حرب الابادة خلفت اكثر من ١٣٣ ألفا من الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء وما يزيد عن عشرة الاف مفقود وسط مجاعة هائلة ..
من جانبها أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين امس ان جيش الاحتلال اجبر ٢٥٠ الف مواطن على النزوح قسرا خلال شهر اب الجاري من خلال حوالي ١٢ إخطارا وأمرا ، وحذرت من دوامة النزوح القسري المتكرر والهرب والفرار من هول العمليات العسكرية وحر الصيف ..
بدورها قالت رئيسة وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية، ان قطاع غزة منطقة محاطة بدمار شامل ، ويقطنها حوالي مليوني مواطن ولا مكان لسكنهم إلا الشوارع المليئة بالركام والقمامة ومياه الصرف الصحي ، مقدمة احصائيات مرعبة عن مقتل ١٤ الف طفل ، ومعاينة ١٣ الف طفل في عيادات المنظمة وقد ظهرت عليهم علامات الصدمة القوية ، بسبب المجازر والدمار وعمليات العرقلة المتعمدة لوصول المساعدات الإنسانية ، وتفشي مرض شلل الأطفال الذي يعتبر كارثة بحد ذاتها ..
كثيرة هي مصاعب الاهل في غزة التي تنشأ جراء الالم المستدام والوجع الدائم ، حيث يقول نازح : وين نروح ؟
ليس مجرد هاشتاج او سؤال او نداء ..انه عصارة اليأس والقهر والاذلال ..انه صرخة الروح الأخيرة ..ويسأل طفل والده في رحلة جديدة من النزوح ..إلى اين تأخذني فيجيبه : لا اعرف ..اصمد معي لنعود ..اصمد وبس ..
غزة ..حكاية الاسئلة التي تبحث عن أجوبة ،،وفي المدى القريب لا أجوبة متاحة على الإطلاق .