أخــبـــــار

شبكة CNN تهاجم استئناف إسقاط المساعدات جوا في غزة

واشنطن – المواطن

هاجمت شبكة CNN الأمريكية استئناف إسقاط المساعدات عبر الجو في قطاع غزة بعد أن أدت إلى استشهاد طفل فلسطيني يبلغ من العمر 3 أعوام في مناطق الجنوب.

واستشهد الطفل سامي عياد (3 سنوات) بسبب مساعدات أسقطتها طائرة إسرائيلية على مدينة خانيونس جنوب غزة، يوم السبت الماضي، بحسب أقاربه، فيما أدت الأزمة الإنسانية الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي إلى تفاقم الجوع الشديد في القطاع المحاصر.

وقال جد الطفل سامي عياد لشبكة CNN إن الأسرة كانت تتناول وجبة الإفطار عندما سقطت المنصات الخشبية من الطائرات وانحرفت نحو منطقة النزوح.

وتذكر عياد أن العديد من أفراد الأسرة حاولوا الاختباء داخل خيامهم المرتجلة – لكن الطرد المتساقط قتل الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات على الفور.

وأضاف : أن عمة سامي وابن عمه أصيبا أيضًا في قدميهما ووجههما على التوالي.

وقال عياد “كنت جالسا هنا مع الصبي، وفي اللحظة التي تركته فيها… سقطت العبوة عليه. لم يفصل بيني وبينه سوى ثانية واحدة. حملته وبدأت في الركض.

وأضاف “ليس لدينا مستشفيات، ركضت بجنون، لكن الصبي توفي على الفور، لم أستطع إنقاذه، وبدأ الدم ينزف من أنفه وفمه”.

وتُظهِر لقطات من موقع الحادث بقع دماء على الأرض، بينما يشير عياد إلى المنطقة التي يقول إن سامي استشهد فيها.

ويمكن رؤية أفراد الأسرة وهم يتجمعون في مخيم النازحين، وأعينهم تذرف الدموع.

وفي أماكن أخرى، يمشي الرجال والنساء والأطفال حفاة الأقدام بين بحر من الخيام المصنوعة من الأغطية الرقيقة.

وقد قامت عدد من الدول بإسقاط المساعدات جواً إلى غزة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأردن والإمارات العربية المتحدة.

“نحن لا نريد مساعدات، نحن نريد كرامة”، هكذا قال عياد. “كفى من الإذلال والإهانة التي نتلقاها من العرب، وليس فقط من الإسرائيليين. أولئك الذين لا يرحموننا ـ انظروا إلى أطفالنا، ونسائنا، وشيوخنا”.

وقال عم سامي، محمد عياد: “حياتنا… إذلال وموت ورعب. أنام في الليل ولا أعلم ما إذا كنت سأستيقظ أم لا.

وأضاف “نحن بشر، ولسنا حيوانات حتى نسقط علينا الطعام من السماء”.

وأسقطت الإمارات العربية المتحدة 81 طردا غذائيا على خان يونس يوم السبت، وفقا للوكالة الإسرائيلية التي تتحكم في تدفق المساعدات إلى غزة.

وأضاف منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية أن أكثر من 10 آلاف طرد تم إسقاطها جوا في الأشهر الأخيرة.

وبحسب تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، فإن القيود الإسرائيلية المستمرة على دخول المساعدات إلى القطاع أدت إلى استنزاف الإمدادات الحيوية، مما يعرض سكان القطاع بالكامل، الذين يزيد عددهم على 2.2 مليون شخص، لخطر المجاعة.

التجويع كسلاح حرب

يواجه نحو 1.84 مليون فلسطيني مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقا لتقرير نشره يوم الخميس التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، والذي يقيم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية على مستوى العالم.

ولكن وكالات حقوق الإنسان أدانت مراراً وتكراراً عمليات الإنزال الجوي باعتبارها وسيلة غير فعّالة لإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، وحثت السلطات الإسرائيلية بدلاً من ذلك على رفع القيود المفروضة على المعابر البرية المؤدية إلى القطاع.

وكانت شبكة سي إن إن قد نشرت في وقت سابق تقارير عن عمليات إنزال جوي للمساعدات أدت إلى قتل أشخاص بحثاً عن الطعام في غزة.

اتهم مدير فرع منظمة العون الطبي للفلسطينيين في غزة، فكر شلتوت، الحكومة الإسرائيلية “باستخدام التجويع كسلاح حرب في جميع أنحاء غزة”.

وقال شلتوت: “أن يبقى طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات على قيد الحياة لأكثر من عام من الهجمات العسكرية الإسرائيلية، فيما وصفه خبراء الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية بأنه إبادة جماعية محتملة، ثم يُقتل بإسقاط جوي للغذاء هو مهزلة كاملة”.

وأضاف “أن للفلسطينيين في غزة الحق في أكثر من مجرد صدقة زهيدة تُلقى من السماء.”

أدت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى تدمير أحياء سكنية ومحو عائلات بأكملها وتسببت في أزمة جوع شديد ونزوح ومرض.

وأفاد والده محمود أن سامي وأفراد عائلته أقاموا في خان يونس بعد تهجيرهم بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية ست مرات على الأقل.

وقال: “لا أريد المساعدة. لقد رحل ابني. كان واقفا هناك يطلب مني أن أنظر إلى المظلات. لقد هرب عندما رآها تقترب منه”.

وأضاف “كانت هناك غارة جوية على الناس هنا، ونجا، لكن مصيره كان الموت بالمظلة”.

زر الذهاب إلى الأعلى