رئيس “التيار الشيعي الحر”: حزب الله انتهى وإيران تخلت عنه
بيروت – المواطن
رأى رئيس “التيار الشيعي الحر” الشيخ محمد الحاج حسن، أنّ “رهن القرار اللبناني في يد إيران ومصادرة القرار الداخلي من قبل “حزب الله” والتفرّد بقرار السلم والحرب نيابة عن الدولة اللبنانية، أوصل إلى الوضع الحالي في لبنان لناحية الشعور بأنّنا في قبضة الاحتلال من جديد”، مشيرا إلى مشاهد رفع العلم الإسرائيلي في بلدة مارون الراس الحدودية (أزيل لاحقاً من قبل قوات اليونيفيل).
وقال الشيخ الحاج حسن، في حديث خاص مع موقع “إرم نيوز” الإخباري، إنّ “المسؤولية تقع على “حزب الله” ومن خلفه إيران التي ما زالت تصرّ على استخدام لبنان والطائفة الشيعية رهينة في إطار حساباتها الخاصة”، مؤكدا أنه “لو لم يغامروا بالوطن ويقامروا به، لما كنّا اليوم نشاهد ما نشاهده من مشاهد مؤلمة بحق لبنان واللبنانيين”.
واعتبر الحاج حسن أنّ “حزب الله لم يقرأ تهاوي ورقة حركة “حماس”، ويبدو اليوم كمَنْ يلفظ أنفاسه الأخيرة، فمنذ سنوات كثيرة والجميع يدعوه إلى الانخراط في مؤسسات الدولة العسكرية والاستفادة من قوته العسكرية، لكنّه لم يستجب”.
وحول الكلمة الأخيرة لنائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قال إنّ “خطابه كان خطاباً انهزامياً يحمل في مفرداته آلاماً وانكساراً غير مسبوق في تاريخ الحزب”، معتبراً أنّ “رمي كلّ الأوراق في جعبة حليف الحزب الرئيس نبيه بري، دليل على أنّهم يريدون إيجاد مخرج”.
وفي السياق، قال: “أعتقد أنّ الجانب الإسرائيلي لن يقبل بأيّ مخرج، وقد يكون تجاوز القرار الأممي 1701، وإنْ طالت الأمور أكثر سيتجاوز حتّى القرار 1559، إذ إنّ المجتمع الدولي لم يقبل بأن يُفسح المجال أمام “حزب الله”، مجدّداً إعادة بناء بيئته العسكرية أو الاجتماعية”.
وتابع أنّ “القرار اتخذ بشكل حاسم بأن لا يكون هناك ميليشيات ودويلات تشكل خطراً على الدولة في لبنان وفي المنطقة، فيما تفكر إيران في ثمن ذلك الانكسار”. ورأى أنّه “رغم كلّ ما يمر به لبنان، الحل المقبل سيكون في مصلحة اللبنانيين لناحية أن لا تكون هناك قوّة غير قوة الدولة والجيش اللبناني.
هل تبدأ إسرائيل باستهداف الجناح السياسي لحزب الله؟
وعمّا إذا كانت إسرائيل قد تتجه لاستهدف الجناح السياسي لحزب الله بعد العسكري، قال الشيخ الحاج حسن إنّ “إسرائيل كانت ألمحت إلى أنّها قد تبدأ باستهداف الجسد السياسي للحزب، في وقت أنّ لدى الإسرائيلي الكثير من المفاجآت، وقد تم تدمير بنيته المالية والاقتصادية والتحتية والصحية، وبالتالي فليس من السهل بأن يتمكن حزب الله من النهوض بسرعة وبسهولة”.
وأردف أن “ما يطرحه حزب الله من خلال بعض نوابه هو بمثابة شيك غير قابل للصرف، فخسارته كبيرة جداً، وهو في حال استمر بإطلاق الصواريخ واستخدام ما تبقّى لديه من أوراق ضغط، لن تجد إسرائيل مَنْ يمنعها من الاستمرار في عملياتها العسكرية، ومن هنا فليس هناك من مؤشرات تقول إنّ الذراع السياسي للحزب بمنأى عن الاستهداف”.
وشدّد على أن “ما تبحث عنه إيران في نهاية المطاف، هو حماية رأسها، وهي التي خلقت الميليشيات في المنطقة خدمة لمصالحها، ومصلحة إيران اليوم الأساسية هي تحقيق تقدم في مفاوضات المشروع النووي، وفكّ أسر المليارات لدى الولايات المتحدة، وكذلك رفع العقوبات عنها”.
وتابع أنه “منذ أن أتى الرئيس الإيراني الجديد كان موقفه واضحاً حيال الغرب، فطهران تخلّت عن جزء من “حزب الله” لتحقيق مكتسبات واقتناص الفرصة التاريخية في استعادة ما كادت تخسره، وكذلك الأمر بالنسبة لإسرائيل التي تستفيد من الفرصة التاريخية في استهداف كل من يشكّل خطراً عليها”.
وعمّا إذا كان “حزب الله” قادراً على إعادة بناء نفسه، قال الحاج حسن “أن يؤسس الحزب نفسه مجدّداً على قاعدة الولاء لإيران، أمر لم يعد مطروحاً وغير مقبول، ولن يتم القبول به كجناح سياسي في لبنان، أمّا في حال قرّر الحزب أن ينفض عن نفسه وشاح الانتماء إلى إيران وأن يعود إلى لبنانيته، فمن الممكن أن يُعطى المجال لأن يكون كأيّ حزب سياسي موجود في لبنان، لكن ذلك مستبعد”.
حزب الله مخترق حتى النخاع
وعن كيفية الوصول إلى قيادات الصف الأوّل، أوضح أنّه “بالإضافة إلى امتلاك إسرائيل القدرات والتكنولوجيا المتطورة، إلّا أنّه اعتمد أيضاً على شبكة العملاء السياسية التي وصلت إلى حدّ الصف الأول في “حزب الله”، ما يدلّ على وجود خلل ما في القيادة، ويعني بالتالي أنّ جسد حزب الله مخترق حتّى النخاع، وعليهم أن يبحثوا عن الحرس الثوري في إيران”، وفق قوله.
وعن تاريخ الاختراق، قال الشيخ الحاج حسن، إنّ “إسرائيل بدأت ببناء إمبراطورية التتبع للحزب منذ الحرب السورية، وتحديداً منذ العام 2013، إذ ساهمت حرب سوريا بانكشاف الحزب حتى تمكّنت إسرائيل من امتلاك المعطيات والمعلومات، وهي اليوم ما زالت في المرحلة الأولى من حيث بنك الأهداف”، مشيراً إلى أن من الممكن استهداف كل مَنْ كان في حزب الله، لتصبح بذلك المناطق ذات النفوذ الشيعي بأكملها عرضة للاستهداف”.
ما احتمال نشوب حرب أهلية؟
وعمّا إذا كان يتخوّف من نشوب حرب أهلية، استبعد الشيخ الحاج حسن ذلك، وأكّد أن اللبنانيين يتحلون بالوعي والمسؤولية، لكنّه أبدى تخوّفه من أن تسعى جهات خارجية إلى الدفع باتجاه حصول صدامات داخلية من خلال دفع القوّة التي تمتلك السلاح إلى افتعال إشكالات داخلية، فيما الوحيد الذي يمتلك قوّة السلاح هو حزب الله”.
وتساءل: “هل من مصلحةٍ لحزب الله في ذلك فيما النازحون يتوزعون على مناطق مختلفة”؟
وختم حديثه بأنه “لا يمكن أن نستنتج إلى أين يتجه لبنان في ظل كلّ تلك الظروف؛ لأنّ الصورة غير واضحة، لكن ما نريده هو قيام لبنان الدولة، ولا ضمانات لأيّ من اللبنانيين إلّا مشروع الدولة الذي يستوجب تعزيز مقدّرات الجيش اللبناني”.