“حماس” تتجه لإخفاء هوية خليفة السنوار… والمنافسة محصورة بخمسة
غزة – المواطن
تتجه حركة “حماس” نحو إخفاء هوية رئيس مكتبها السياسي الجديد بعد اغتيال رئيسها السابق يحيى السنوار على يد إسرائيل في قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى تجنب المزيد من الملاحقات الإسرائيلية.
تأتي هذه الخطوة بعد أقل من ثلاثة أشهر على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق، في طهران.
ووفقًا لمصادر مطلعة داخل الحركة، هناك مناقشات جارية حول هذا القرار الذي يعتبر استثنائيًا، حيث تدرس القيادة إبقاء اسم رئيس المكتب السياسي الجديد طي الكتمان. الهدف الرئيسي من هذا الإجراء هو حماية المسؤول الجديد من الاستهداف الإسرائيلي، وإعطائه مساحة أكبر للتحرك دون تعريض حياته للخطر.
تُعتبر هذه الخطوة أيضًا وسيلة لتعزيز النظام الداخلي في “حماس” والحفاظ على تماسك الحركة في ظل الضغوط المتزايدة. فإسرائيل كثفت عملياتها لاغتيال قيادات الحركة، وآخرها كان اغتيال السنوار، الذي يُعدّ من القادة البارزين في حماس، ويعتقد المحللون أن هذا القرار سيضع إسرائيل في موقف غامض بشأن من يتخذ القرارات، خاصة في حال استئناف المفاوضات حول وقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى.
وتشير المصادر إلى أن هناك إجماعًا واسعًا داخل وخارج “حماس” حول ضرورة اتخاذ هذه الخطوة التي قد تجعل التنسيق والعمل داخل الحركة أكثر سلاسة، وتحافظ على التسلسل القيادي.
من بين الأسماء المطروحة لتولي المنصب، يبرز اسم محمد درويش، رئيس مجلس شورى “حماس”، الذي بدأ يظهر بشكل أكبر بعد اغتيال هنية، وكذلك خليل الحية، الذي شغل منصب نائب السنوار وكان مسؤولًا عن المفاوضات في الفترة الأخيرة.
خليل الحية.. نائب السنوار
إضافة إلى درويش، يبرز اسم خليل الحية، الذي يُعتقد أنه نائب السنوار، وتحوّل إلى عنوان للحركة في ظل اختفاء السنوار في القطاع وبعد اغتياله.
والحية مسؤول سياسي قديم في قطاع غزة، وأصبح لاحقاً نائب السنوار في قيادة القطاع ومقرباً منه، ثم مسؤول «حماس» في غزة، وهو من يقود الآن فريق المفاوضات لوقف الحرب وإتمام صفقة تبادل، وقد ظهر باسم الحركة في أكثر من مناسبة مهمة، بما فيها خطابه في ذكرى هجوم السابع من أكتوبر، وخطابه الأخير الذي نعى فيه السنوار قائلاً إنه «قائد معركة طوفان الأقصى»، مؤكداً «أن الحركة ماضية على عهد القادة المؤسسين والشهداء حتى تحقيق تطلّعات شعبنا في التحرير الشامل والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس».
وأعلن الحية أيضاً أن «أسرى الاحتلال لدى المقاومة لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة والانسحاب منها وخروج أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال».
ويعد الحية أحد صقور «حماس» سياسياً، وكان يتفق مع السنوار على أهمية التحالف مع إيران.
خالد مشعل… أقرب إلى «الإخوان» من إيران
إلى جانب الحية ودرويش، يوجد خالد مشعل وموسى أبو مرزوق ومحمد نزال أسماء مطروحة لقيادة الحركة.
احتفظ مشعل بمنصبه رئيساً للمكتب السياسي لـ«حماس» حوالي 21 عاماً، وهو يشغل الآن منصب رئيس «حماس» في إقليم الخارج. ويُعتقد أنه اعتذر، بعد اغتيال هنية، عن تولي المنصب لظروف صحية وأخرى تتعلق بطبيعة الوضع الحالي، ولا يُعرف موقفه الحالي من تولي قيادة الحركة خلفاً للسنوار.
ومشعل معروف سياسياً على نطاق واسع، وهو أقرب إلى تيار «الإخوان» من إيران.
محمد نزال… صقور «حماس»
ولا يمكن إغفال قوة محمد نزال التي ظهرت في الانتخابات الأخيرة.
ونزال من الضفة الغربية لكنه ولد ونشأ في العاصمة الأردنية عمّان ثم درس في الكويت، ثم التحق بـ«حماس» مع بداية تأسيسها قبل أن ينتخب عضواً في المكتب السياسي عام 1996 وحتى الآن. يُعدُّ نزال أحد صقور حماس
أبو مرزوق… الرئيس الأول للمكتب السياسي
وبين الأسماء المطروحة أيضاً موسى أبو مرزوق، وهو أحد مؤسسي حركة «حماس» عام 1987 وكان الرئيس الأول لمكتبها السياسي. وهو حالياً نائب رئيس الحركة في الخارج. وهو من مواليد عام 1951 في مخيم للاجئين بمدينة رفح (عائلته تهجرت من قرية بقضاء الرملة).
ويتوقع في كل الأحوال أن يتم اختيار قائد «حماس» من بين هؤلاء، وليس أي أحد داخل قطاع غزة، بعد السنوار، وفي ظل انقطاع في الاتصالات مع بعض قادة المكتب السياسي في غزة.
ويوجد نظام داخلي في «حماس» لاختيار خليفة في أي منصب شاغر.
تاريخيًا، لجأت “حماس” إلى إخفاء هوية قياداتها في مناسبات سابقة، خاصة بعد اغتيال مؤسسها أحمد ياسين وخليفته عبد العزيز الرنتيسي في عام 2004، عندما امتنعت الحركة عن إعلان اسم قائدها لفترة طويلة لتجنب الاستهداف الإسرائيلي.
من المتوقع أن يتم اختيار الرئيس الجديد خلال الأيام المقبلة، مع توجه الأنظار إلى قيادات الخارج بعد أن كانت القرارات تُتخذ بشكل رئيسي في غزة.