حزب الله ينعى مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف
بيروت – المواطن
اغتالت إسرائيل، الأحد، مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” محمد عفيف، إثر غارة جوية استهدفت مقر حزب “البعث” في منطقة “رأس النبع” بالعاصمة اللبنانية بيروت.
ونعى حزب الله، عفيف، قبيل انتصاف ليل الأحد، فيما أعلن الجيش الإسرائيليّ اغتياله، بعد ذلك بوقت وجيز.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه “قضى على مسؤول وحدة الدعاية في حزب الله، والذي شغل أيضًا منصب الناطق بلسانه، محمد عفيف”.
وأشار إلى أن “طائرات حربية لسلاح الجوّ، أغارت بتوجيه استخباراتيّ دقيق لهيئة الاستخبارات العسكرية اليوم (الأحد) في منطقة بيروت، وقضت على محمد عفيف”، الذي ذكر أنه “التحق بحزب الله في الثمانينات، وكان يشكل عنصرًا مركزيًا حظي بتأثير كبير على أنشطة حزب الله العسكرية”.
وادعى الجيش الإسرائيلي أنه “في إطار عمله، كان على التواصل مع جهات رفيعة المستوى للدفع، والتخطيط، والإشراف على أعمال عسكرية، كما وجّه في إطار منصبه نشطاء حزب الله في الميدان، للحصول على مشاهد ميدانية وتلقى تعليمات من كبار قادة الذراع العسكرية للحزب، بخصوص تبنى عمليات عسكرية”.
وأضاف البيان أن من ضمن هذه العمليات “عملية إطلاق المسيرة نحو منزل رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) في قيسارية، في 19 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي”.
وباغتيال عفيف، وفق مراقبين، تنتقل إسرائيل من اغتيال القادة والمسؤولين العسكريين في “حزب الله” إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.
ويُعدّ عفيف من الشخصيات البارزة في “حزب الله”، وهو نجل رجل الدين الشيعي الراحل الشيخ عفيف النابلسي.
وبرز اسم عفيف عقب اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، إذ أصبح صلة الوصل شبه الوحيدة بين الحزب والجمهور.
رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حماس لم ولن تتراجع عن شروطها ضرورة إبداء مرونة للتوصل لاتفاق
وبعد اغتيال نصر الله، عقد عفيف أكثر من مؤتمر صحافي، آخرها بمناسبة “يوم الشهيد” بالحزب في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
ويعدّ عفيف من جيل المؤسسين في “حزب الله” مع انطلاقة الحزب عام 1982، وفي 2004 أصبح مدير الأخبار والبرامج السياسية في قناة “المنار” التابعة للحزب.
وفي 2006، ساهم عفيف في إدارة التغطية الإعلامية لـ”حزب الله” خلال حرب تموز/ يوليو التي استمرت 33 يوما، وبعد 4 أعوام أصبح عضوا في المجلس السياسي للحزب، ومستشارا لنصر الله.
لبنان استشهاد جنديينوإصابة آخرين باستهداف إسرائيلي مركزا للجيش بشكل مباشر في حاصبيا
ومنذ 2014، عُين مسؤولا للعلاقات الإعلامية في “حزب الله”، حتى يوم اغتياله.
وعفيف من البيسارية، وهي إحدى بلدات قضاء صيدا بمحافظة الجنوب.
ويعرف بأنه كان صديقا للأمين العام السابق للحزب عباس الموسوي، الذي اغتالته إسرائيل عام 1992، وخلفه نصر الله.
وقالت قناة “المنار” إن عفيف ” أحد أهم وجوه حزب الله الإعلامية، تولى مهمة نقل رسائله وتوضيح سياساته للجمهور في أحلك الظروف وأصعبها”.
ونعاه الأمين العام لحزب “البعث العربي الاشتراكي” في لبنان علي حجازي، عبر منصة “إكس” قائلا: “رحمك الله أخا عزيزا حبيبا مجاهدا (..) كنت تعرف أنك ستلتحق بركب الشهداء”.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و452 شهيدا، و14 ألفا وو664 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
حزب الله ينعى عفيف
ونعى حزب الله عفيف في بيان قال فيه: “ننعى إلى أمة المقاومة والإعلام المقاوم، وأمة الشهداء والمجاهدين، قائدًا إعلاميًا كبيرًا وشهيدًا عظيمًا على طريق القدس، الحاج محمد عفيف النابلسي، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، والذي ارتحل إلى جوار ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين في غارة صهيونية إجرامية عدوانية، بعد مسيرة مشرّفة في ساحات الجهاد والعمل الإعلامي المقاوم”.
وذكر البيان أنه “كان مثال الأخ الوفي، والعضد القوي، وأمينًا على صوت المقاومة، وركنًا أساسيًا في مسيرة حزب الله الإعلامية والسياسية والجهادية، وهو الذي لم ترهبه تهديدات العدو بالقتل، واجهها ببأسٍ شديد وبعبارته المشهورة: ’لم يخفنا القصف فكيف تخيفنا التهديدات’”.
وأضاف أنه “أصر بشجاعته المعهودة على الحضور الإعلامي الجريء لمواجهة الآلة الإعلامية الإسرائيلية، ونقل صوت المقاومة وموقفها، ورسم معالم المعركة القائمة بكل وضوح من خلال إطلالاته الحية في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت. كان يرسم بقلمه النيّر ومواقفه الشجاعة أحرف المجد والانتصارات، ويدب الرعب في نفوس العدو”.