تقرير: بايدن يسعى إلى وقف إطلاق النار خلال هذه المدة
واشنطن- المواطن
أفاد مسؤولون أميركيون بأن الرئيس جو بايدن يسعى للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن بحلول نهاية الأسبوع المقبل، بينما يعمل أيضًا على ردع إيران و”حزب الله” اللبناني من شن هجمات على إسرائيل قد تعرقل هذه الجهود.
ووفقًا لموقع “أكسيوس” الأميركي، يشعر بايدن وفريقه بأنهم أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم “حماس” في غزة، بما في ذلك مواطنون أميركيون، وإنهاء الصراع المستمر منذ عشرة أشهر والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1600 إسرائيلي و40 ألف فلسطيني.
وقال بايدن للصحافيين يوم الجمعة: “أنا متفائل، لكن الأمر لم ينتهِ بعد. تبقى بعض القضايا الأخرى، ولكن أعتقد أن لدينا فرصة”.
وخلال محادثات استمرت يومين في الدوحة، قدمت الولايات المتحدة يوم الجمعة اقتراحًا جديدًا لإسرائيل و”حماس” بهدف سد الفجوات المتبقية والتوصل إلى اتفاق. وأوضح مسؤول أميركي أن الاقتراح يعالج تقريبًا جميع القضايا التي كانت عالقة خلال الأسابيع الستة الماضية.
وتشمل القضايا المتبقية الخلاف حول قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، والتسلسل الزمني للإفراج عنهم، وكذلك قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن بلاده وافقت على خفض عدد الأسرى الفلسطينيين الذين يمكنها الاعتراض على إطلاق سراحهم، مقابل زيادة عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم أسبوعيًا خلال المرحلة الأولى من الصفقة التي ستستمر ستة أسابيع.
وأكد مسؤول أميركي: “نعتقد أن صفقة وقف إطلاق النار جاهزة للتنفيذ”.
وبعد اختتام المحادثات في الدوحة، أجرى بايدن اتصالات مع أمير قطر والرئيس المصري لمناقشة الاقتراح والخطة للأيام المقبلة. وأشار مسؤول أميركي رفيع إلى أن هناك إجماعًا بين الزعماء الثلاثة على أن هذه العملية قد وصلت الآن إلى مرحلتها النهائية.
اعترف مسؤول أميركي بأن “الصفقة وقف إطلاق النار “، لكنها تعد “أفضل خيار متاح حاليًا”، إذ تساهم في تحرير الرهائن، وتقديم الإغاثة لسكان غزة، وتقليل خطر اندلاع حرب إقليمية.
وأضاف المسؤول: “إذا استمر التفاوض في وقف إطلاق النار لأشهر في محاولة الوصول إلى اتفاق مثالي، قد لا يتبقى أي رهائن لإنقاذهم”. وأشار إلى أن الفريق الإسرائيلي الذي يفاوض هذه المرة تم تفويضه بحرية أكبر من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
على مدار يومين من المحادثات، تواصل مسؤولون كبار من قطر ومصر مع ممثلي “حماس” في الدوحة لإطلاعهم على المواقف الإسرائيلية. وأكد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لموقع “أكسيوس” أن المفاوضات حققت تقدمًا كبيرًا في جميع القضايا المتبقية، لكن مسؤول إسرائيلي بارز أشار إلى أن معظم هذا التقدم جاء من خلال الحوار بين إسرائيل والوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين، بينما لم يتضح بعد موقف “حماس”.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن زعيم “حماس”، يحيى السنوار، لم يطلع بعد على النص الكامل للاتفاق، ولم يعطِ رأيه النهائي. وعلى الجانب الآخر، صرح غازي حمد، القيادي في “حماس” المقرب من السنوار، بأن أي من الفجوات المتبقية لم تُغلق خلال محادثات الدوحة، واتهم نتنياهو بمحاولة كسب الوقت، داعيًا الولايات المتحدة والوسطاء للضغط على إسرائيل.
من جانبه، أوضح مسؤول أميركي أن مواقف “حماس” في المحادثات الخاصة كانت أكثر إيجابية مما أظهرته تصريحاتهم العلنية، مشيرًا إلى أن الحركة تتعرض لضغوط هائلة. ورغم أن إيران لم تشارك في محادثات الدوحة، إلا أن تهديدها بمهاجمة إسرائيل ردًا على اغتيال زعيم “حماس” إسماعيل هنية، ظل يلوح في الأفق.
وفي هذا السياق، أجرى رئيس الوزراء القطري محادثات مع نظيره الإيراني لإطلاعه على آخر المستجدات وحثه على عدم اتخاذ خطوات قد تعرقل المسار الدبلوماسي. كما أكد بايدن خلال مكالماته مع أمير قطر والرئيس المصري أن أي هجوم سيؤدي إلى “عواقب خطيرة وكارثية” على المنطقة، وخاصة إيران.
مع اقتراب التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، أكد بايدن أنه “لا ينبغي لأي طرف في المنطقة اتخاذ إجراءات تقوض هذه العملية”.
وفي الأيام المقبلة، ستشهد المنطقة دبلوماسية مكثفة لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية. وسيبقى خبراء من الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل في قطر لمواصلة العمل على تنفيذ عملية تبادل الرهائن والأسرى وحل القضايا الأخرى.
كما سيصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل يوم الأحد، للاجتماع مع نتنياهو ومناقشة بعض القضايا العالقة. ومن المتوقع أن تجتمع الأطراف في القاهرة، الأحد، لمناقشة الترتيبات الأمنية على طول ممر فيلادلفيا وإعادة فتح معبر رفح، وهما قضيتان أساسيتان لتنفيذ الصفقة. وتُخطط لعقد قمة أخرى للمفاوضات في القاهرة يوم الأربعاء المقبل بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي.