النطف المهربة .. ميلاد حياة جديدة للأسرى وعائلاتهم خارج السجون
وكالات – المواطن
على الرغم من عتمة الزنازين والقيود المفروضة عليهم، إلا أن الأسرى الفلسطينيين داخل مختلف سجون الاحتلال الإسرائيلي يخوضون مقاومة من نوع آخر، متحدين فيها سجانيهم، عبر تهريب النطف المهربة، لتكون لهم ولذويهم ميلاد لحياة جديدة.
ومؤخرا، أنجبت زوجة الأسير الفلسطيني أحمد الشمالي من مدينة غزة، في مستشفى المقاصد بالقدس 4 توائم (عبد الرحمن، وكنان، وريان، ونجاح)، حملت بهم عن طريق “نطف مهربة”، من زوجها في سجون الاحتلال الاسرائيلي. في مشفى المقاصد بالقدس
يشار إلى أن الأسير الشمالي (38 عاما)، وهو من سكان حي الشجاعية شرقي غزة، أعتقل في آب(أغسطس) عام 2008، وحكم عليه بالسجن 18 عاما، وتفصله عن الحرية 3 سنوات.
وبالأطفال الأربعة يرتفع عدد “سفراء الحرية” وهم أبناء الأسرى الذين انُجبوا عبر عمليات تحرير النطف خارج السجون، إلى 118 طفلًا لـ 78 أسير.
ويعتبر الطفل مهند ابن الأسير عمار الزبن أقدم أطفال النطف المهربة، حيث تم انجابه بالعام 2012، وسبقه محاولات من أسرى كثر لكن لم يكتب لها النجاح، بحسب مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى وعائلاتهم.
وأطلق فكرة تهريب النطف، أسرى محكومون بالسجن لسنوات طويلة كالمؤبد أو مدى الحياة؛ في مسعى لتحدي الواقع الذي فرضه الاعتقال الإسرائيلي والحرمان من الإنجاب.
فعل مقاوم
الباحث المختص بشؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة ، أكد أن النطف المهربة من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي يندرج في سياق مقاومة الأسرى لمحتلهم وسجانيهم، الذين يهدفون لإنهاء حياتهم ووضع حد مسيرتهم الاجتماعية.
وأوضح فروانية في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية أن الأسرى ابتدعوا طريقة تهريب النطف من داخل السجون، ليعكسوا مدى تمسكهم بالحياة واصرارهم على مقاومة المحتل، رغم السنوات الطويلة الذين يمضونها داخل السجون.
وبين أن الأسرى يثبتون للاحتلال وسجانيهم أن الحياة لن ولم تتوقف عند حد اعتقالهم وزجهم في غياهب السجون، وأن أطفالهم سيحملون أسمائهم، في انتصار عظيم على الاحتلال.
اجراءات عقابية
بدوره، رأى الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سمحت مؤخرا بزيارة أطفال الأسرى من النطف المهربة، على عكس ما الاجراءات العقابية التي كانت تفرضها ضدهم وضد الأسير وزوجته.
وقال عبد ربه لشبكة مصدر الإخبارية إن إدارة السجون كان تفرض جملة من العقوبات على الاسير وزوجته وطفله من النطف المهربة، باعتبار ما قاموا به خرق واضح لأنظمة وقوانين السجون”.
وأشار إلى أن ادارة السجون كانت تفرض العزل الانفرادي على الأسير تفرض عليه غرامات مالية، وتحرمه وذويه من الزيارة، إضافة لاعتبار الطفل من النطف المهربة غير شرعي، لذلك كانت تنتقم منهم جميعا.
وشدد على أنه مع زيادة الظاهرة بدأت ادرة السجون وسلطات الاحتلال تتعاطى بشكل جيد مع القضية، حيث لغت جميع العقوبات، وأصدرت شهادات ميلاد وأرقام هوية للأطفال، وتسمح لهم بزيارة والدهم بالسجن.