“الحرية لا تأتي على حساب دماء أبناء شعبنا”: رسالة من أسيرة محررة في صفقة شاليط
غزة – المواطن
كتبت أسيرة محررة في صفقة شاليط عام 2011 عبر حسابها على الفيس بوك رسالة هامة عقب تحرير الأسيرات ووقف إطلاق النار في قطاع غزة
وفيما يلي نص الرسالة:
كوني واحدة من الأسيرات اللواتي تم تحريرهن في صفقة شاليط عام 2011، ولطالما انتقدني مؤيدو “المقاومة” لانتقادي سياسة من يدّعون المقاومة، مدّعين أنني ناكرة للجميل لأولئك الذين ساهموا في تحريري.
من هنا أقول: نحن نفرح لحرية أي أسير، لكننا نحزن على الفاتورة التي تم دفعها. سواء سابقًا وقت اختطاف الجندي شاليط، أو حاليًا.
في تلك الصفقة، كان الثمن ثقيلًا، واليوم أصبح أضعاف مضاعفة. من أجل تحرير رجال ونساء؛ قُدّمت أرواح خيرة رجالنا ونسائنا وأطفالنا قربانًا: أطباء، مهندسون، معلمون، عائلات بأكملها، مدينة باكملها تحولت إلى ركام.
لو سألتم أي أسير، قبل تنفيذ الخطف، هل تقبل أن تتحرر مقابل هذا الثمن؟
سيكون الجواب بلا تردد: لا.
نحن نقبل بمثل هذا الثمن في حالة واحدة فقط؛ وهي تحرير الأرض من الاحتلال.
أما موت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، من أجل حرية عدد محدود من الفلسطينيين؛ فلا يقوم به إلا من يرغب في صناعة بطولات من ورق، لمكاسب حزبية.
لا يوجد أسير، حمل روحه على كفه وقاوم الاحتلال، يقبل أن يكون ثمن حريته آلاف الشهداء، ولا أن يُدمّر وطنه ويُشرد أهله من أجله. الحرية حلمنا جميعًا، لكنها لا تأتي على حساب دماء أبناء شعبنا.