أخــبـــــار

الاحتلال يحكم سيطرته على نصف مساحة محور فيلادلفيا

غزة – المواطن

أكمل جيش الاحتلال الأسرائيلي، أمس السبت، سيطرته على نصف مساحة محور فيلادلفيا امتدادا من معبر كرم أبو سالم شرقا وهو بداية الحدود المصرية الفلسطينية، وصولاً إلى منطقة حي البرازيل في منتصف المسافة في المحور نفسه، باتجاه الغرب حيث يمتد على مسافة ما يقارب 13 كيلو متراً، فيما بلغت السيطرة الإسرائيلية مسافة ستة كيلومترات.

وتشهد المنطقة اشتباكات مسلحة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في المناطق المتاخمة لمحور فيلادلفيا، كحي السلام وحي البرازيل ومنطقة معبر رفح، حيث بات الاحتلال الآن في المنطقة الحدودية المطلة على وسط مدينة رفح من ناحية الحدود مع مصر، أي أن قواته باتت تحكم السيطرة على مناطق وسط البلد في رفح، من خلال وصول نيرانها من منطقة الحدود باتجاه الشمال.

وقالت مصادر وشهود عيان في مدينة رفح الفلسطينية، لـ”العربي الجديد”، إن دبابات الاحتلال وصلت إلى منطقة ملعب الزعيم والنادي الجماعي، وأطراف منطقة بوابة صلاح الدين، وذلك كله بمحاذاة الشريط الحدودي المسمى محور فلادلفيا، حيث تعمل آليات الاحتلال على عمليات حفريات في الأرض بحثا عن أنفاق زعم الاحتلال وجودها ما بين رفح الفلسطينية وسيناء.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الاحتلال فجّر عدداً من الحفر القديمة التي تعود إلى الأنفاق التي كانت تعمل قبل عام 2013، وكذلك عمل على هدم بعض الأماكن التي تقع في محاذاة الشريط الحدودي وكذلك بعض النقاط العسكرية التي كانت تتبع للأمن الوطني الفلسطيني.

عمليات حفر في محور فيلادلفيا
وأوضحت المصادر ذاتها أن هذه العمليات جميعها

رت بالقرب من قوات الجيش المصري التي لا تزال موجودة على الشريط الحدودي، وتراقب من فوق الأبراج الآليات العسكرية المنتشرة على طول الحدود، والتحركات الإسرائيلية المستمرة امتدادا على طول الحدود من معبر كرم أبو سالم وحتى حي البرازيل.

وأشارت المصادر إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن عدة غارات في تلك المنطقة تمهيداً لمرور القوات البرية التي رفعت العلم الإسرائيلي على عدة مناطق في محور فيلادلفيا، بخلاف الأعلام الإسرائيلية المرفوعة على الآليات العسكرية المتوغلة في المنطقة.

ومن الجانب المصري، أكدت مصادر قبلية، لـ”العربي الجديد”، أن قوات الجيش المصري استنفرت عدة مرات على مدار الأسبوعين الماضيين من خلال استقدام قوات عسكرية جديدة إلى المنطقة، وكذلك القيام بجولات طيران مروحي في سماء منطقة محور فيلادلفيا وفي مدينة رفح المصرية، فضلا عن تعزيز قوات حرس الحدود المنتشرة على طول الحدود ما بين غزة وسيناء.

وتعليقاً على ذلك، رأى الخبير العسكري الفلسطيني اللواء واصف عريقات أن اجتياح معبر رفح بدأ بعملية محدودة كما سموها، لإرضاء الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وأهالي الجنود القتلى الذين طلبوا من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتياح رفح فورا.

وأضاف عريقات في حديث لـ”العربي الجديد”: “تلت ذلك مرحلة جس نبض واستطلاع بالقوة العسكرية وتفاوض بالنار ومراقبة ردود الأفعال والضغوط، ولاحقاً أصدر مجلس الحرب الذي يرأسه نتنياهو قرار توسيع الاجتياح بالتزامن مع إعطاء الأوامر لأكثر من 110 آلاف فلسطيني يعيشون شرقي قطاع غزة بالنزوح إلى مناطق جرى قصفها، وهذا يعني بدء عملية قضم تراكمية ومزيد من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير والمجازر وجرائم الحرب”.

وأشار إلى أن السيناريوهات المحتملة متعددة، وتبعا لحجم الضغط وردود الأفعال وقدرته على تحمل التبعات والخسائر في الجيش، فإن نتنياهو يقف على مفترق طرق، فإما إدارة الظهر للمفاوضات والاستمرار في الاجتياح لأشهر قادمة وتوسيعه بالقضم المرحلي، وفي هذا مزيد من حرب الإبادة الجماعية ونزوح الفلسطينيين وخسائر في صفوف الجيش ومزيد من التضامن مع الفلسطينيين والانتقادات لإسرائيل، أو التوصل إلى قناعة بعدم جدوى الحرب والوصول إلى طريق مسدود كما أعلن مجلس الحرب، ما يعني الإقرار ببقاء المقاومة وبأنه لا توجد حلول سحرية، والذهاب إلى وقف إطلاق النار والمفاوضات.

من جهته، قال الخبير العسكري الفلسطيني اللواء يوسف الشرقاوي إن احتلال جزء كبير من محور فيلادلفيا يعني فصل قطاع غزة عن مصر أولا، واحتلال محور فيلادلفيا حتى بوابة صلاح الدين بتنسيق مسبق مع مصر، مشيرا في حديث لـ”العربي الجديد”، أنه يتوقع أن يبدأ الاحتلال بحفر خندق عميق على حدود مصر لكشف الأنفاق الداخلة إلى القطاع والأنفاق الخارجة منه وفق ما يزعم.

زر الذهاب إلى الأعلى