ابتكار طبي اكتشفه غوغل بمساعدة الذكاء الاصطناعي
لاتزال تقنيات الذكاء الاصطناعي موضع جدل دائم، بين مُرحب بها، ورافض لها. فالمرحبون يدعمون التطور التكنولوجي الذي ينتج عنه، وتوسع المعارف في كل مجالات الحياة، ويؤيدون تسريع استخدام التقنيات الرقمية والاستفادة منها. بينما يقف الرافضون على مسافة مما يتم اكتشافه، مدعومين بنظرياتهم حول حلول الآلة والروبوتات مكان العنصر البشري، ويرون أن البشرية مهددة؛ في حال تم الاعتماد – بشكل كلي – على التكنولوجيا.
وبين هذا وذاك، بدأت الشركات التكنولوجية الكبرى دخول مساقات علمية تتماشى مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، منها عملاق البحث «غوغل»، التي أسست شركات علمية وبحثية تابعة لها، تختص بالأمور الطبية والإنسانية، للتخلي عن دورها السابق في انحسار اهتماماتها بالتقنيات المعلوماتية فقط.
ومن هذا الجانب، حققت شركة «ديب مايند» الذراع الطبية لـ«غوغل»، والمتخصصة في الذكاء الاصطناعي، إنجازاً طبياً يتعلق باكتشاف طفرات جينية نادرة، يمكن معرفة ما إذا كانت قد تتسبب في الأمراض أم لا!
وتوضح هذه العملية مقدار الاهتمام المتنامي، من مختلف الشركات الكبرى، بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومدى تأثيرها العالمي الكبير.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن نائب رئيس قسم الأبحاث في «ديب مايند»، بوشميت كوهلي، أن الابتكار الجديد خطوة مهمة، تنبئ بحجم التأثيرات التي يحملها الذكاء الاصطناعي، وقدرته على قراءة اتجاهات الأمراض، موضحة أن الإنسان الواحد يملك في جسمه 9000 طفرة جينية، معظمها حميدة، لكن بعضها قد تكون لديها احتمالية التسبب في الأمراض.
ورصدت تقنية الذكاء الاصطناعي، التي وجهتها الشركة، وجود أربعة ملايين طفرة جينية مختلفة لدى البشر، 2% منها صنفت بأنها مسببة للأمراض المختلفة.
المثير في الأمر، هو أن شركة «ديب مايند» تقول إن تقنيتها المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، قادرة على التنبؤ بـ89% من الأمراض الجينية، بحسب ما تؤكده أداة التحقق الطبي الأميركية «ألفا ميسينس»، المعتمدة عالمياً للتصديق على نتائج الأبحاث العلمية.
ويوضح علماء الشركة أن معرفة الطفرات الجينية، المسببة للمرض، ستساعد على ابتكار علاجات جديدة، تساهم في علاج هذه الأمراض، قبل انتشارها.
وتمت تغذية الذكاء الاصطناعي بقاعدة معلومات حول الحمض النووي الخاص بالبشر، وطرق نشوء وانتشار الطفرات الجينية، ما يساعد على تحديد التسلسل البروتيني لهذه الطفرات، ليبين نتائج وجودها، وما إذا كانت قد تتسبب مستقبلاً في حدوث المرض، وحال اكتشافها يكون من السهل معالجتها قبل إحداثها أي ضرر.