أقلام

إعلان أبو عبيدة .. هدية مجانية لنتنياهو

بقلم : عبد الحميد عبد العاطي
رئيس تحرير قناة المواطن الإعلامية

في مشهد سياسي وإعلامي حساس، يبدو أن بعض الخطوات والتصريحات قد تسهم في إعطاء مبررات لاستمرار التصعيد بدلاً من تثبيت التهدئة.

قدمت حركة حماس، عن قصد أو غير قصد، الصورة التي كان يسعى إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة الحرب، وذلك من خلال المهرجانات الكبيرة التي رافقت إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. في الوقت الذي لم يحظَ فيه الأسرى الفلسطينيون بذات الزخم الإعلامي، مما أتاح للعالم أن يتعاطف مع “أسراهم” بينما غابت معاناة “أسرانا” عن المشهد الدولي.

إعلان أبو عبيدة .. هدية مجانية لنتنياهو

في تطور آخر، خرج الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، بتصريح مفاده تأجيل إخراج الأسرى إلى أجل غير مسمى، وهو تصريح يحمل في طياته مخاطر سياسية كبرى.

مثل هذه التصريحات قد تمنح الاحتلال ذريعة جديدة لإعادة الحرب، في وقت يسعى فيه الجميع إلى تثبيت الهدنة وإنهاء نزيف الدم والمعاناة الإنسانية.

من جانب آخر، جاء تصريح سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن القطاع “غير صالح للحياة”، وهو تصريح قد ينسجم مع رواية الاحتلال وحلفائه، مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذين يحاولون تصوير غزة كمنطقة منكوبة لا تستحق البقاء.

فهل نحن بحاجة إلى تعميق هذه الصورة أم إلى تفنيدها؟

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لدورة جديدة من المعاناة والنزيف؟ أم أن الحكمة تقتضي مراجعة الخطاب السياسي والإعلامي بما يخدم مصلحة شعبنا؟ إن التمسك بالخيمة قد يكون خيارًا صعبًا، لكنه يظل أفضل من الخيبة التي قد تفرضها علينا أخطاء سياسية وإعلامية غير محسوبة.

زر الذهاب إلى الأعلى