أسرى

أنت حمزة؟!.. والدة أسير محرر تفشل في التعرف عليه (فيديو)

رام الله – المواطن

أظهرت لقطات فيديو مصورة نشرت على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي اليوم الخميس، والدةَ الأسير الفلسطيني المحرر حمزة الصيفي وهي تسأل نجلها: «هل أنت حمزة؟»

ولم تتعرف والدة الأسير المحرر حمزة الصيفي من مخيم الدهيشة في بيت لحم عليه لحظة تحرره من سجون الاحتلال بسبب تغير ملامحه وشكله وطول شعره ولحيته بعد اعتقال إداري دام لمدة عامين في سجن النقب.

وظلت والدة الأسير تردد في دهشة: «أنت حمزة؟!.. أنت حمزة؟!»، وهي تتفحص نجلها جيدًا لتكمل: «يالا بينا يالا!».

وحمزة الصيفي معتقل إداري منذ عامين في سجون الاحتلال، حيث اعتقلته قوات الاحتلال بعمر 32 عامًا.

وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان إن الصيفي البالغ من العمر 32 عامًا متزوج وأب لطفلين، أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة. وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه 6 سنوات في سجون الاحتلال.

والاعتقال الإداري هو اعتقال تصدره سلطات الاحتلال بدون توجيه تهمة معينة أو لائحة اتهام، بحيث يكون بناءً على ملفات سرية استخبارية.

ويتعرض الأسرى في سجون الاحتلال لانتهاكات وحرمان من التواصل مع العالم الخارجي لفترات طويلة. فكثيرًا ما تعتقل قوات الاحتلال الفلسطينيين في سن صغيرة فتتغير ملامحهم حتى إن ذويهم لا يتمكنون من التعرف عليهم عند الإفراج عنهم.

الإفراج عن عدد من المعتقلين
وأشار نادي الأسير الفلسطيني اليوم الخميس في بيان حصلت الغد على نسخة منه، أنّ سلطات الاحتلال أفرجت اليوم الخميس عن أسرى ومعتقلين من غزة والضفة، لم يتسنَّ لنا التأكد من عددهم، وكان من بينهم أسيرتان من غزة.

وأوضح نادي الأسير أن الأسرى المفرج عنهم من الضفة إما كانوا رهن الاعتقال الإداري أو انتهت محكومياتهم من بينهم أسير أمضى 12 عامًا وهو عبد الله الخاروف من نابلس. أما معتقلو غزة فغالبيتهم ممن صنفهم الاحتلال بالمقاتلين غير الشرعيين.

وكان من بين الأسرى الذين تم الإفراج عنهم اليوم، المعتقل حمزة الصيفي (32 عامًا) من مخيم الدهيشة.

وبيّن نادي الأسير أنّ سجن النقب ما يزال يشكّل أبرز السجون الشاهدة على جرائم التعذيب بحق الأسرى منذ بدء حرب الإبادة، وهذا ما تعكسه شهادات المفرج عنهم، ولا تقل مستويات هذه الشهادات عن مستويات الشهادات في معسكر سديه تيمان وغيره من السجون والمعسكرات.

وأكد نادي الأسير مجددًا أنّ جميع الجرائم والسياسات الراهنة التي ينفذها الاحتلال بحق الأسرى، هي جرائم وسياسات ثابتة انتهجها الاحتلال على مدار عقود طويلة، إلا أنّ المتغير اليوم مرتبط بمستواها وكثافتها.

يُشار إلى أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ حتى مطلع شهر تموز الجاري أكثر من 9700، بينهم نحو 3380 معتقل إداري، وأكثر من 1400 معتقل من غزة ممن صنفتهم إدارة السجون بالمقاتلين غير الشرعيين، علمًا أنّ الاحتلال يواصل تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة، وذلك بعد التعديلات القانونية التي أتاحت معرفة أماكن احتجاز المئات منهم ممن أمضى على اعتقالهم أكثر من 90 يومًا، وتنفيذ زيارات لعدد محدود منهم في سجون عوفر، والنقب، ومعسكر سديه تيمان.

شهادات صادمة وأليمة
قال جمال فروانة المختص في شؤون الأسرى إن أوضاع الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية صعبة للغاية.

واستند إلى شهادات صادمة وأليمة من المفرج عنهم التي كشفت عن معاناتهم في السجون والمعتقلات السرية، وتعرضهم لأساليب التعذيب الوحشية والسياسات القمعية التي مورست عليهم من جانب جنود الاحتلال.

وأوضح فروانة في مقابلة مع قناة الغد، اليوم الخميس، أن هذه الأساليب القاسية أدت إلى استشهاد أكثر من 20 أسيرًا فلسطينيًا في السجون بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وقال إن جيش الاحتلال أطلق سراح 7 معتقلين فلسطينيين مؤخرًا من السجون الإسرائيلية.

كما أشار إلى تأكيد مؤسسات إسرائيلية للشهادات التي أدلى بها الأسرى والأطباء، وكشفت عن الأوضاع الصعبة التي يواجهونها داخل السجون.

وأوضح أن هناك توثيقًا لحالات اغتصاب وتعرض بعضهم لسياسة الإخفاء القسري، ما يمنع الأهالي من معرفة مصائر ذويهم.

معطيات لنادي الأسير

بدوره، أعلن نادي الأسير معطيات حديثة عن حملات الاعتقال في الضفة منذ بدء حرب الإبادة المستمرة لـ293 يومًا ضد قطاع غزة.

وقال نادي الأسير في بيان اليوم الخميس، إن حصيلة حملات الاعتقال بلغت أكثر من 9800 في الضفة بما فيها القدس.

وبلغت حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النساء نحو 340، فيما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال نحو 680 والصحفيين 91 صحفيًا، تبقى منهم رهن الاعتقال 53، منهم 6 صحفيات، و16 صحفيًا من غزة على الأقل.

كما بلغت أوامر الاعتقال الإداري منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة أكثر من 7500 أمر ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد منها أوامر بحقّ أطفال ونساء.

وأكد نادي الأسير استشهاد ما لا يقل عن 11 أسيرًا ممن تم الكشف عن هوياتهم وأعلن عنهم وذلك بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

يذكر أنّ 16 أسيرًا ممن استشهدوا وأعلن عنهم منذ بدء حرب الإبادة محتجزة جثامينهم، وهم من بين 27 أسيرًا من الشهداء يواصل الاحتلال احتجاز جثامينهم.

حرب انتقامية ضد الأسرى
كان رئيس هيئة شؤون الأسرى قدورة فارس قد قال في وقت سابق، إن ما يحدث في سجون الاحتلال حرب انتقامية ضد الأسرى الفلسطينيين، مؤكدا أن الجرائم ضد الأسرى توظف سياسيا في إسرائيل.

وأضاف فارس خلال مؤتمر صحفي عقدته هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني بشأن أوضاع المعتقلين في قطاع غزة، إن إسرائيل تتعامل مع الأسرى باعتبارهم «رهائن»، وأنها مارست سياسة الإخفاء القسري بحق أسرى غزة.

وأشار إلى أن إسرائيل ماطلت في لقاء الأسرى بالمحامين، مؤكدًا أن هناك شهادات توثق حالات تعذيب مروع مورس بحق الأسرى.

وحذر فارس من أنه قد يسقط شهداء من الأسرى نتيجة الممارسات الإسرائيلية بحقهم، داعيا الفلسطينيين لوضع الخلافات جانبا وتوسيع الفعاليات الشعبية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يستطيع التوحد خلف غزة والأسرى.

زر الذهاب إلى الأعلى